محبة اسمها رشيد..

افياء
أيمن كبوش

# أن لم نخرج من كل هذه المهنة العذاب.. المهنة الصراط، التي تسرق سنين العمر، الا بتلك الابتسامة الوضيئة.. ومحبته الصادقة للناس والأشياء، لكفانا ذلك من كل هذا الحريق الذي يذبحنا من الأعماق.
# رجل تحتفي به صالات التحرير.. مثل احتفاء المطارات والأحراش الأفريقية، ومايكرفونات الإذاعات والفضائيات، وكابينات التعليق الرياضي، حتى صار هو مدرسة سودانية خالصة.. تستحق أن نخرج بها إلى العالم لنداهم ملاعب الدنيا..
# التقيته قبل سنوات عديدة، في مدرسة الصحافة الرياضية “عالم النجوم”.. وجدت منه دعماً لا يمكن أن يجده المرء إلا من أبيه، بتلك الصلة الروحية والحميمية التي تضعك مباشرة في مواجهة درب اليقين، بأن هذه المهنة النكدية التي تكافئنا دائماُ بالأشواك والمعاناة، لها وجه آخر يعبّر عن المحبة.. وينضح بالألفة والصدق.. واللطافة والبشاشة في أجمل الصور وأبهاها على الإطلاق.
# التقينا مجدداُ في صحيفة “الكورة” العملاقة، ففتح لي نفاجاً آخر جعلني أطل على السودان من أقصاه إلى أدناه، حينما أقنعني بأن الكرة والصيت والغنى والعمل الصحفي، لن يتوقف، على طول الخط، عند محطة الهلال والمريخ وحدهما، وقد كان، حيث حققت نجاحاًجديراً بالاحتفاء من خلال الاهتمام بنشاط الولايات..
# رحلة طويلة وحبيبة إلى النفس والخاطر من العمل الإعلامي المضني.. وحضور طاغٍ في كل المحافل، سافرنا سوياً فتعلمنا منه حرفياً فوائد الأسفار، كان في كل المواقف، هو قائد الأسطول.. وهو محور الجلسة وسلطانها الذي يصنع من كل موقف حكاية.. ومن كل كلمة رواية تستحق أن تضمن في كتاب التاريخ الإنساني الجميل.
# هذه المهنة التي جمعتنا بهذا الرجل النبيل، أعطته الحب بمقدار متساوٍ مع العذاب وانسداد النفس، لذلك ظلت رحلته مع المرض دائماً محل تأمل من جانبنا حيث نشعر بالأسى لمثل هذا الحصاد الذي يجعل من يقدمون ما قدمه من عمل وطني كبير وعطاء وفير.. يقبعون في كشوفات الإهمال، إهمال من الدولة، وإهمال من أرباب العمل، وإهمال من الرجال الذين يعرفون بأن وسطنا الرياضي، ينبغي أن يظل وسطاً متكافلاً، تتجسد فيه الروح التي تجعله كالجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
# أستاذنا الجميل الرشيد بدوي عبيد، واحد من هذا الشعب الجميل النبيل، يمتد فينا وبيننا كنهر عطاء يستاهل منا الوقوف جميعا لمكافحة محنته بعد أن أنهك مرض السكر اللعين، هذا الجسد النحيل الذي طالما ظل بيننا، مثل الفراشة التي لا تبخل بالرحيق..
# رسالتي هنا أبعث بها إلى بريد الدولة السودانية.. ولكن في الحقيقة أنا أود أن أخص سعادة الفريق أول ميرغني إدريس، بخصوصيته كرياضي مطبوع لا يعرف التقصير.. ولا يمكن أن يتأخر مطلقاُ أمام هذه الاستغاثة، الرشيد بدوي عبيد غادر البلاد إلى العاصمة المصرية القاهرة.. في زمن غابت فيه المواعين.. وانتحرت فيه الصناديق.. ولم يعد هناك وزير أو والٍ يعمل بثقافة الباب المفتوح.. لكي نطرق بابه أو نستوقفه… الرشيد منا وقد جاء أوان تكريمه كواحد من المبدعين.. فهلا استجبنا للنداء.. أتمنى ذلك .
فئ أخير

# قلت لأحد المقربين من مهرجانات تكريم الإعلاميين من الشاشات الصغيرة.. “انت يا اخوي الناس البتكرموهم ديل بدفعو فلوس ولا ايه”.. دفعت له بهذا لأن بعض المكرمات لم نسمع بهن لا في شاشة ولا في إذاعة “اكيد بدفعن”.
# أقول قولي هذا بعد أن علمت بأن بعض المغنيين الذي يظهرون في بعض البرامج التلفزيونية الرمضانية “بدفعو فلوس”.. بتجي دي..؟!
# غدا نكتب عن منتديات “الهمبتة” التي يقال إنها منتديات ثقافية، وليس فيها شيء من الثقافة، اللهم الا ثقافة التعري والتسول الرخيص.

صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version