(0)
وكنا نعجب من حرب البسوس التي اندلعت بسبب ناقة، ونعجب من حرب داحس والغبراء التي نشبت بسبب سباق بين فرسين، ونعجب من الحرب العالمية الأولى التي اندلعت بسبب اغتيال ولي عهد النمسا، ونعجب من الحرب العالمية الثانية، والتي اندلعت بسبب قيام المانيا بغزو بولندا، واعلان بريطانيا وفرنسا الحرب على المانيا، فأغلب أسباب تلك الحروب تراها أسباب غير منطقية، في مقابل ما أصاب وما لحق بالبشربة من خراب ودمار ونقص في الأموال والأنفس والثمرات.
(1)
ولكن في أيامنا هذه رأينا عجباً أبطل كل عجب، فرأينا حكومة الفترة الانتقالية، ومن حيث لا تدري، او انها تدري، (وبمساعدة واعانة فلول حزب المؤتمر الوطني البائد، ومن خرج من تحت عباءته)، تشن حرباً على انسان وشعب الثورة الديمسبرية وذلك بسياساتها الاقتصادية العرجاء، والاستجابة الفورية والسريعة لاجندة المؤسسات المالية الدولية، ثم انها تغض الطرف عن (حيتان وقطط الحزب البائد التي تسرح في اقتصاد البلاد فساداً).
(2)
ومعلوم بالضرورة ان العجلة محمودة في مواضع خمسة، ليس من بينها التضييق على المواطن في معاشه، وحتى إذا كان قرار رفع الحكومة يدها عن الوقود ( وليس رفع الدعم عنه)هو شر لا بد منه، فانه كان على الحكومة التي فيها فطاحلة في الاقتصاد، ويحملون درجات الدكتوراة، كان عليها و عليهم أيضاً ان يستعجلوا بوضع معالجات فوريه وسريعة، تساعد في تخفيف هذه الصدمة العظيمة، من تنشيط لبرامج الدعم الاجتماعي وبرنامج ثمرات، والذي وللاسف الشديد، لم تستفد منه سوى 700الف أسرة من جملة 6مليون ونصف أسرة مستهدفة بهذا البرنامج، وأيضاً مايسمى برنامج سلعتي، الذي يذكرنا بخيم البيع المخفض في العهد البائد، اما التعاونيات، فهي مجرد أوراق ومكاتبات ولا أثر لها على أرض الواقع، اذاً من العجز أن تسلم ارادتك للآخرين وترهن موارد بلادك لهم دون أي ضمانات وعهود ملزمة، بأنهم سيمدون يد العون لك..
(3)
ومساء الاحد 13يونيو، انعقد اجتماع ببن رئيس الوزراء دكتور حمدوك، ووزراء قطاع التنمية الاقتصادية بالمجلس وقيادات قوى الحرية والتغيير، وشركاء العملية السلمية، واعتقدنا أن اجتماعاً كهذا لابد أنه سيخاطب جذور الأزمة الحالية، وان المجلس سيعلق العمل بهذه الإجراءات، لحين (ميسرة) ووضع بدائل مقبولة، ولكن خاب الرجاء، فهم ما اجتمعوا إلا للتوافق على أن هذه المعالجات الاخيرة ومباركتها، كما قال مناوي (خطوة مهمة، وإجراءات سليمة لهيكلة الاقتصاد ودمج السودان في المجتمع الدولي) او كما قال الناطق الرسمي بإسم بالجبهة الثورية، اسامة سعيد (انها اجراءات ضرورية لنهضة السودان).
(4)
إذاً من هذا الاجتماع التوافقي، ندرك أن الشعب السوداني لا بواكي عليه، وان أزالت ما يسمونه تشوهات اقتصادية، ستزيل معها المواطن من على وجه الارض، وان من نكد الدنيا على المواطن السوداني، ان يجتمع عليه، مجلس الوزراء ووزراء التنمية الاجتماعية، وقيادات قوى الحرية والتغيير وشركاء العملية السلمية، وغلاء المعيشة وجائحة كورونل، وشياطين الكيزان..
طه مدثر
صحيفة الجريدة