عبد الله مسار يكتب:إصلاح الحرية والتغيير ضرورة

قامت ثورة ديسمبر 2018م في السودان بقيادة تجمع المهنيين وتأسست الحرية والتغيير في يناير 2019م، ضمّت تجمع المهنيين والجبهة الثورية وتحالف الاجماع الوطني، والتجمع الاتحادي الديمقراطي المعارض، وعملت إعلان ومثياق الحرية والتغيير.

هذه التجمُّعات شملت فصائل مختلفة، احزابا سياسية ومنظمات مجتمع مدني ونقابات وتجمعات مهنية وواجهات أحزاب سياسية وكوّنت حكومة تكنوقراط برئاسة د. حمدوك وتقاسمت السلطة مع المجلس العسكري بموجب اتفاقية يوليو2019م.

ظلت هذه القوى هي الحاضنة السياسية لهذه الحكومة وتفاوت دورها في المشاركة، حيث أبعد بعضها وظلت قوى اليسار هي الفاعلة كالحزب الشيوعي واحزاب البعث المختلفة والناصري والجمهوري وواجهات مختلفة للحزب الشيوعي من اليمين الاتحادي الديمقراطي المعارض والمؤتمر السوداني وحزب الامة القومي من وقت لآخر.

وفِي مرحلةٍ ما، حصلت تصدعات خرج بموجبها الحزب الشيوعي وخرج البعث وداعة، وبعض الجمهوري، وجمد حزب الامة القومي نشاطه، وصارت الحرية والتغيير ثلة لا تتجاوز اصابع اليد الواحدة، تكوينات هلامية بدون جماهير وهذه المجموعة ومع مرافيد الحزب الشيوعي احتكروا السلطة والقرار وسيطروا على اللجان الفاعلة الظاهرة والمستترة، بل على الوظيفة والمال والتمكين، أحدثت تغييرات كثيرة في هياكل الدولة والحكومة والسلطة ولذلك فشلت الحكومة والحاضنة وصارت الحكومة ضعيفة والحاضنة اضعف لان احزاب وتكوينات الحكومة لا سند ووزن جماهيري وشعبي لها عدا حزب الامة القومي ونوعاً ما المؤتمر السوداني والاتحادي الديمقراطي والحزب الشيوعي باعتبار ما كان.

ومن الجانب الآخر حجم المعارضة وان كانت ناعمة كبير، لأنها تضم كل اليمين ويمين الوسط والمستقلين، وكذلك انضم للمعارضة الحزب الشيوعي وبعض الجمهوري والبعث وداعة وتجمع المهنيين المنشق ولجان المُقاومة والغاضبون من الثوار والشعب السوداني الناقم من سوء الخدمات وظروف الاقتصاد والمعيشة والتدخل الخارجي في شؤون السودان الداخلية.

عليه، صارت الحكومة وحاضنتها ثلة قليلة.

عليه، الآن الوضع في البلد والدولة والحكومة يحتاج لإصلاح عاجلٍ وخاصة المُؤسّسات الحاكمة التنفيذية والسياسية.

الأمر يحتاج لمصالحة شاملة لإنقاذ السودان، ولذلك اعتقد ان خطوة الإصلاح التي يقودها حزب الامة القومي وآخرون لاصلاح الحاضنة ممثلة في المجلس المركزي للحرية والتغيير، وذلك بإرجاع الذين خرجوا، الحزب الشيوعي وتجمع المهنيين والبعث وداعة وبعض الجمهوري، بل يجب ان نذهب الى مصالحة شاملة لا تستثني احداً الا من افسد.

وعليه، يجب ان نذهب الى وفاق وطني لأن حال البلاد يتطلب وحدة الصف وارجو ان لا ننظر الى اجتماع مجلس شورى المؤتمر الوطني ومقرراته من باب الكيد السياسي، لان للخطوة ما بعدها، وخاصة وان المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية فكرة والفكرة لا تموت، تضعف وتعود تقوى وتتجدد وتتمدد كما حدث للحزب الشيوعي بعد حله وفِي مايو عاد الآن وبقوة.

عليه مطلوبٌ:

1/ إصلاح الحاضنة.

2 / الرجوع الي المنصة الرئيسية للحرية والتغيير.

3/ المصالحة الوطنية الشاملة والوفاق الوطني

أو الذهاب الى انتخابات عاجلة لتنتج حكومة مُفوّضة من الشعب تفويضاً ديمقراطياً مباشراً، بغير هذا نحن مقبلون على الطوفان.

صحيفة الصيحة

Exit mobile version