حينما يقع حريق فان المنكوبين واسياد الوجعة يصبون جام غضبهم على شرطة الدفاع المدنى التي تظل هي المتهم الاول وتأتي التصريحات الصادمة بان تأخر قوات الدفاع المدني كان له دور كبير في تفشي الحريق وفي النهاية يقع صوت اللوم على الدفاع المدني على الرغم من الجهد المقدر الذي يبذله منسوبوها للوصول الى موقع الحدث في زمن قياسي، اذ انه دائما ماتخونهم الطرقات المزدحمة والتي بات سائقو المركبات فيها لايستجيبون لا لصافرة عربة مطافئ ولا سارينة مسئول ولا صافرة انذار الاسعاف نفسه ولا ادري ما الذي حدث فهل تغيرت الأخلاق ام ضاقت المواعين أم الاثنان معا ؟! .
شرطة الدفاع المدني في الدول المتقدمة تتمتع بخصوصية وامكانيات ضخمة لارتباطها الوثيق بالكوارث البيئية والطبيعية بل وحتى المفتعلة، ونجد ان الدفاع المدني في اي دولة يمتلك اساطيل من المعينات الآلية واللوجستية والمركبات والمعدات التي تستخدم في الكوارث ولكن في السودان نجد انه يحدث العكس فالدفاع المدني من اقل الادارات الشرطية من حيث المعينات حتى الشرطي الذي ينقل اليه لايكون سعيدا باعتبارها ادارة شحيحة الموارد قليلة الحوافز كثيرة الرهق والجهد ، فعلى الرغم من الظروف الشاقة التي يعملون فيها والاعمال الشاقة التي يمارسونها الا انهم لا يحصلون على حوافز وعوائد مالية تتناسب وذلك الجهد العظيم الذي يبذلونه في ايام الخريف وفي اطفاء الحرائق واخلاء الجرحى وعمليات الانقاذ البري والنهري .
الآن بات يتوجب تغيير النظرة تجاه هذه الادارة الهامة فجميعنا تابعنا الدور الكبير الذي لعبته قوات الدفاع المدني ولاية الخرطوم في عمليات تعقيم المؤسسات والمستشفيات الضخمة ابان جائحة الكورونا رغم ان هذا الأمر ليس من اختصاصاتها باعتباره من اختصاص وزارة الصحة التي اهملت واجبها لتقوم به شرطة الدفاع المدني التي ذللت كافة معيناتها لرش وتعقيم عشرات المؤسسات والمرافق الصحية بجانب دورها الكبير في سقيا المواطنين في ظل تقصير ولاية الخرطوم وهيئة المياه وايضا تابعنا دور الدفاع المدني في اطفاء الحرائق بدءا من حرائق مدينة هجليج عقب اضخم حريق تعرضت له بعد الحرب التي شهدتها وكذلك دور الدفاع المدني في انتشال جثث البر والبحر والمرابطة على الشريط النيلي بمناطق الخطورة لتحذير المواطنين وايضا دوره الكبير في الحوادث المرورية واخلاء الجرحى والمصابين واطفاء الحرائق الناجمة عنها بجانب دوره المعروف ابان الخريف، حيث يؤدي الدفاع المدني ادوار غيره فليس من مهام الدفاع المدني ملء الاكياس بالتراب وتتريس النيل فهو مهمة الوزارات ذات الصلة كالتخطيط والبنى التحتية او الولاية ولكن نسبة للفشل والتخاذل الذي تشهده المؤسسات المدنية فان الشرطة دائما ماتتحمل نتائج فشل وتقصير تلك الجهات لذلك يؤدي منسوبو هذه الادارة ادوارا جليلة في تتريس النيل وسد الكسورات لحماية المواطنين ومن ثم اجلائهم وتقديم الوجبات في كثير من الاحوال للمتضررين رغم انها احدى مهام منظمات المجتمع المدني .
الدفاع المدني يجب ان يتم تطويره وتقديم كافة المعينات له … وسنواصل.
صحيفة الانتباهة