الدعم السريع ليس استثناء فكل المليشيات الخاصة منطقها واحد

ما وراء حديث الشلاقي:
يبدو ان الفريق أول أول حميدتي حين صرح بان “الشلاقي ما خللا عميان” كان يعني انه صار تفتيحة ولن يدمج مليشيته الخاصة في القوات المسلحة تحت قيادة موحدة خلال الفترة الانتقالية. و الشلاقي هو طبيب العيون الذي يعالج البصر. وهذا هو سر غضب الفريق وزعيقه.
وورد أيضا في الأخبار ان الفريق انطلق في جولة لتقوية موقفه بمحاولة اغواء قطر وتركيا وبعض فلول الإخوان.
لن يتفاجأ بموقف الفريق دقلو الا مستجد سياسة لان السبب الوحيد لوجود الفريق في قلب المشهد هو امتلاكه لمليشيا خاصة منها خوف. وهو بذكائه الفطري لن ينتحر لإرضاء التحالف الحاكم الأخرق. لذلك فانه من السذاجة التصور بان الفريق سيقبل بروح رياضية انهاء سيطرته علي جيشه الخاص.
اذن الطريقة الوحيدة لتصفية مليشيا الدعم السريع هو ارغام الفريق علي ذلك بمواجهة شعبية أو جماهيرية أو عسكرية أو خلطة منهم.
وربما كان الوقت الانسب لهذه المواجهة هو عقب سقوط نظام البشير مباشرة لان المد الوطني الجماهيري الداعي للمدنية كان جارفا والمعارضة كانت موحدة وبقايا النظام القديم, بما في ذلك الدعم السريع, كانوا في حالة رعب واضطراب وتفكك معنوي واستراتيجي.
المد الجماهيري السلمي الذي اسقط البشير كان قادرا علي ابعاد الدعم السريع عن المشهد بما انه اقل شأنا من نظام البشير ولكن حكماء قحت فوتوا الفرصة وزادوا علي ذلك بتوفير كل الفرص لتمدد الدعم السريع في الاقتصاد والسياسة والعسكرية واتاحوا له اكتساب مشروعية داخلية وخارجية ودبلوماسية لم تكن متيسرة له أيام البشير.
والان تدخل الحركة السياسية السودانية امام خيارات احلاها مر منها مواجهة صعبة لإرغام الدعم السريع وتصفيته كمليشيا خاصة أو القبول بوجوده بصورة مخففة من الصيغة الحالية. ولكن وجود ميليشيات خاصة بأي شكل من الاشكال سيكون من أكبر العقبات امام تدفق المساعدات الخارجية التي تعول عليها التحالف الحاكم كمنقذ وحيد.
وما ينطبق علي الدعم السريع ينطبق علي كل المليشيات الأخرى فكلها تسعي لتعظيم قضمتها من كيكة السلطة ولن تقبل بإدماج حقيقي لجيوشها داخل القوات المسلحة الا كحصان طروادة لاختراقها والسيطرة عليها أو الاستفادة منها في تغذية امكانياتها العسكرية الخاصة. ربما الجهة الوحيدة التي ستقبل الاندماج في القوات المسلحة بدون خطط هيمنة هي الحركة الشعبية شمال جناح عقار/عرمان (واخرون) لأنها أصلا لا جيش لها والادماج يعني لها فرصة لتعيين عدد من رجالها في مناصب عسكرية عليا من فريق الي صغار ضباط حتى يستمتعوا بامتيازات الجيش الشحيمة ويناموا في العسل.
باختصار الدعم السريع ليس استثناء فكل المليشيات الخاصة منطقها واحد ووجود قادتها في موائد السلطة رهين بامتلاكهم جيوش خاصة تغنيهم عن السند الجماهيري والمصداقية السياسية الذي يفتقدون.
اذن التوتر مع الحالي من جانب الدعم السريع هو أيضا توتر قادم مع أهل السلاح الاخرين فكلهم في منطق البندقية سواء. وللأسف لا يملك الشق المدني في الحكومة أي رؤيه استراتيجية أو حتى فهم متوسط لطبيعة التوازنات في الساحة لذلك فانه سيدخل البلد في كوارث تزداد سوءا عن اتفاق جوبا-1 الفطير المتهافت الساذج.

معتصم أقرع

Exit mobile version