الوزير وخايب الرجا !
* انتو الناس ديل بجيبوهم من وين .. تعالوا نقرأ تصريحات وزير الطاقة والنفط قبل أن نعلق عليها:
* أقرّ وزير الطاقة والنفط (جادين علي عبيد)، بوجود (اختلالات) في قطاع المشتقات النفطية والكهرباء لأسباب مختلفة، ووصف ما يحدث حاليًا بأنّه (شحّ) وليس أزمة.
* وقال (جادين) في تصريحات صحفية إنّ وزارته تعمل على استيفاء المطلوبات لتوفير الجازولين للخدمات الحيوية !
* وأكّد أنّ قطاعات الزراعة والصناعة تأخذ احتياجاتها من الجازولين بصورةٍ طبيعيةٍ، فضلاً عن عمل المصفاة بطاقتها الكاملة في بورتسودان واستمرار الاستيراد من الخارج لتوفير الجازولين الخدمي الحرّ.
* وقال “هناك مشكلات، ووضعنا ليس( 100%) وهناك اختلالات هنا وهناك لأسبابٍ مختلفة”.
* وأرجع (عبيد) استمرار قطوعات التيّار الكهربائي إلى (ارتّفاع درجات الحرارة) وتأثيرها في عدّة جوانب مع زيادة الطلب على الكهرباء، ما أثّر على كفاءة الماكينات والتوربينات والمحوّلات في التوليد الحراري.
* وأعلن اتخاذ تدابير واحترازات في التوليد المائي تحسبًا للموسم الزراعي، الامر الذي نجم عنه انخفاض واضح في توليد الكهرباء.
* وكشف عن ترتيبات لاستيراد الكهرباء من إثيوبيا (في حالة حدوث أيّ طارئ)، ونوّه جادين إلى وجود اختناقات موسمية، ولا بد للناس أن يمروا بها. (انتهت التصريحات).
* دعونا نبدأ من الآخر .. يتحدث الوزير عن ترتيبات لاستيراد الكهرباء من اثيوبيا في (حالة حدوث أي طارئ) .. عليكم الله ده كلام، طيب والانحنا فيو ده شنو .. أم أن سعادة الوزير ينتظر أن يختفىي السودان من الخريطة حتى يستورد الكهرباء من اثيوبيا .. والله لا توجد حالة طارئة غيرك !
* ثم انظروا الى اللف والدوران، فبدلاً من أن يسمي الاشياء بأسمائها الحقيقية يختار لها مصطلحات من عنده، وكأنه يعتقد انه يخدع الناس الذين يعايشون الازمات الحادة ويعرفون كل شيء عنها .. قال ايه .. (اختلالات) !
* ووصف ما يحدث بأنه (شح) وليس أزمة، تخيلوا ..الحاصل ده كله (شح) في نظر هذا الوزير، لذلك لا يمكن لهذه الازمة ان تنقشع على الاطلاق في وجود هذا المسؤول الذي لا يتورع عن الكذب !
* وقال سيادته ان “قطاعات الكهرباء والزراعة تأخذ احتياجاتها الطبيعية”، رغم إن اتحاد المزارعين يصرخ منذ مدة بأعلى صوته محذراً من فشل الموسم الزراعي الصيفي لعدم توفر الجازولين، كما ان المناطق الصناعية جثة هامدة ولا يسمع فيها سوى نعيق البوم، ثم يأتي الوزير ويقول بكل بساطة ان قطاعات الزراعة والصناعة تأخذ كل احتياجاتها ..والله الواحد ما عارف يقول شنو !
* واسمعوا عليكم الله الكلام ده .. ” هنالك مشكلات، ووضعنا ليس (100 % )” .. الزول ده قايل (مية في المية) دي معناها شنو، ولا كان ساقط حساب ولا الحاصل شنو، أم انه يعشق التهريج، واخطأ الطريق من السيرك الى وزارة الطاقة والنفط التي افقدتنا مهرجاً عظيماً، كان سيميتنا من الضحك، بدلاً من الموت غيظاً..!
* واستمعوا الى هذه الطرفة والاكذوبة الكبرى .. “ارتفاع درجة الحرارة هو سبب القطوعات” .. ياخي اخجل .. القطوعات دي مدورة ليها سنة ونصف حتى الآن، لا بتعرف شتا ولا صيف ولا حرارة ولا برودة، زي ما سيادتك ما بتفهم حاجة في الحساب.. خليها على الله!
* تخيلوا .. هذا هو زير الطاقة والنفط الذي ينتظر منه الشعب معالجة الازمات، فبدلاً من الاعتراف بها واعطاء التعليمات للمسؤولين للخروج عبر أجهزة الاعلام لتوضيح المشكلة بكل تفاصيلها للناس بدون إخفاء أي معلومة حتى يفهموا ويتفهموا الوضع الحقيقي، فإنه يكذب ويخترع المصطلحات الكاذبة معتقداً انه يخدع الناس .. وبالطبع فلا لوم على المسؤولين في أجهزة الاعلام الذين يعتقدون أن أجهزة الاعلام للغناء والطرب والرقص والسفسطة والحذلقة والكلام الفاضي، وليس لاستجواب المسؤولين ومصارحة الناس بأمور حياتهم اليومية .. ويا لبؤس الشعب الذي اجتمع عليه التعيس وخائب الرجاء!
زهير السراج
صحيفة الجريدة