أحمد يوسف التاي يكتب: إلى الجيش والدعم السريع

(1)

الأخبار التي أوردها موقع «مونتي كارو» الإخباري أمس عن استعدادات لمواجهات وشيكة بين الجيش والدعم السريع والتي انتشرت على نطاق واسع بعد أن تلقفتها مواقع التواصل الإجتماعي والمواقع الإخبارية، لم تكن هي الأولى من نوعها فقد ظللنا نسمع ونقرأ بين فترة وأخرى ما يُشاع من توترات بين الجيش والدعم السريع ، وملاسنات حدثت بين بعض قادة الجيش وقائد الدعم السريع في وقت سابق…صحيح أن المستشار الإعلامي لرئيس مجلس السيادة العميد الطاهر أبو هاجة قد نفى ما تردد عن وجود مثل هذه المواجهات والتوترات بين الجيش والدعم السريع ،إلا أن تصريحات قائد الدعم السريع الأخيرة التي هاجم فيها «اللجنة الأمنية» تعززبصورة أو أخرى مايُشاع عن تلك التوترات خاصة إذا وضعنا في الإعتبارأن أعضاء اللجنة الأمنية هم في الأساس قيادات عليا بالجيش …هناك كثير من المؤشرات توميء إلى وجود فجوة بين الجيش والدعم السريع، لكن قطعاً فإن هذه الفجوة لم تصل حد الإستعدادات للمواجهة كما أشارت تلك الأخبار…

(2)

الحقيقة التي لامراء ولاجدال حولها أن هذه الفجوة ولو كانت صغيرة لاتشكل تهديداً للأمن القومي واستقرار البلاد ستسعى جهات كثيرة لتوسيعها واشعال بؤرتها وصب الزيت عليها والنفخ المستمر على كير فتنتها التي إذا ما انفجرت فلن تبقي وطناً اسمه السودان ، وإن لم توجد هذه «الفجوة» أصلاً ستسعى تلك الجهات للترويج لها وذلك للإيقاع بين الجيش وقوات الدعم السريع… هناك جهات أجنبية وقوى استخبارية خارجية، وقوى سياسية داخلية لها مصالح وغايات في وجود أي توتر ومواجهات بين الجيش والدعم السريع، تلك الجهات الخارجية والداخلية وحدها التي تحصد ثمار أي خلاف بين الطرفين العسكريين…والجيش والدعم السريع هما وحدهما من يستطيع قطع الطريق أمام هذا السيناريو الأسوأ، ولهذا لابد أن يكون قادة الجيش والدعم السريع على درجة من الوعي والإدراك الكامل لهذا الفخ الذي يُساق إليه الطرفان ويُدفعان إليه دفعاً من خلال بث الشائعات واشعال نار الفتنة…

(3)

وأقولها صراحةً أن بعض القوى ذات النزعة الإستقلالية ظلت في محاولات مستمرة لتغذية كل ما من شأنه إحداث شرخ بين الجيش والدعم السريع لأن في إضعاف الطرفين مصلحة كبرى لها، وللأسف الشديد ابتلع قادة الدعم السريع الطعم واستجابوا في بعض الأحيان لتلك المحاولات وبدا ذلك جلياً من خلال تصريحات خرجت عن اللباقة والكياسة والحكمة بدت مستفزة وأقرب إلى الخطاب العنصري… وهناك قوى أخرى ترى أن ضرب الجيش والدعم السريع بكليهما هو المدخل لإعادة أمجادها المندثرة، وهناك قوى ثالثة أصلاً تستعدي الجيش والدعم السريع وتريد التخلص منهما وبناء جيش جديد بعقيدة جديدة قائمة على أيدلوجيتها الفكرية وأجندتها السياسية…

وهناك أيضاً قوى أجنبية ودول في الإقليم وفي الجوار ترى في بناء دولة مدنية ديمقراطية مستقرة سياسياً واقتصادياً وأمنياً تهديداً لمصالحها لذلك سيظل السودان مسرح واسع لسباق المخابرات الأجنبية لتحقيق تلك الغاية وهي تدمير السودان وخلخلة أمنه واستقراره بضرب عناصر القوة والمنعة والوحدة فيه ، ولاتتوفر هذه العناصر إلا في قواه العسكرية …

إن كان ثمة ما يقال للجيش والدعم السريع أن فوتوا الفرصة على المتربصين بأمن السودان واستقراره، وكونوا على يقين راسخ أن تلك الجهات الداخلية والخارجية لن تستكين لحظة ولن تتوانى في تحقيق أهدافها التي سبقت الإشارة إليها، فوحدتكم ووعيكم بالمخاطر هو فرس الرهان ولاسواه … اللهم هذا قسمي في ما أملك.

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version