هاجر سليمان تكتب: تصريحات حميدتي!

تعجبت كثيراً لتصريحات النائب الأول لمجلس السيادة الإنتقالي قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ولعل مصدر عجبي أنه أطلق تصريحاً أبدى فيه مباهاته ومفاخرته بنفسه، وأنه هو من رفض فض الإعتصام وأنه لولاه لكان البشير لايزال في الحكم و(خالف رجل على رجل) وليته كان لايزال بالحكم وكمان خالف رجل على رجل لما وصلنا إلى هذا الحال وهذا التردي والسوء الذي بلغ مداه إقتصادياً وإجتماعياً ووظيفياً وأخلاقياً ولما سمعت آذاننا يومياً بمثل هذه الهرطقات والتصريحات المستفزة والمثيرة للاشمئزاز.

ما أبداه حميدتي في تصريحاته لا يعني فلاحته وخوفه على الشعب بل يعني محاولات بائسة منه لاستدرار عطف الجماهير ولكنه لا يعلم أنه عقب كل تصريح يفقد قاعدة عريضة من مناصريه ويفقد الكثير من الهيبة التي كان يتمتع بها ولا أعلم كيف لقائد مثل حميدتي أن لايكون لديه مستشارون يلزموه بالحديث في مسارات محددة حتى لا يفقد بريقه كقائد بسبب تلك التصريحات المثيرة للجدل أكثر من كونها مثيرة للعطف والشفقة، فأن كان لهذا الرجل مستشارون فنصيحة خاصة مني له بأن يقوم بتسريحهم في أسرع فرصة حتى لا يفقد أكثر مما فقده .

أحسب أن حميدتي فقد تعاطف الغالبية العظمى من الشعب وظلت شعبيته تتداعى كلما أطلق تصريحاً حيث لاحظنا أن الكثير من تصريحاته يتم التعامل معها من باب السخرية والاستهجان والاستنكار ومن خلال قراءتي للمشهد السياسي فأنني أعتقد جازمة أن حميدتي لن يكسب الشارع وحتى أن حاول الترشح فلن يلقى تصويتاً ولن يحصل على عدد من الأصوات يمكنه من الفوز وذلك لأسباب متعددة لن يسمح المقام لذكرها كاملة ولكن لعل أهم تلك الأسباب أنه حتى إن كانت قوات الدعم السريع بريئة من فض الإعتصام فأنه من الصعب إثبات تلك البراءة ولعلنا تابعنا (الفيديوهات) التي أبرزت جنوداً يرتدون أزياء دعونا نقول أنها مشابهة لزي الدعم السريع وهذا في حد ذاته يمثل إتهاماً وكان من المفترض لحميدتي أن لايقبل لأية قوة مشاركة في فض الإعتصام أن ترتدي زي قواته الخاص كما كان ينبغي للشرطة أن لاتسمح لأية قوة من خارجها أن ترتدي زي العمليات الخاص بها حتى لاتلحق التهمة بها .

أضف إلى ذلك أن ميول حميدتي إلى المكون المدني لن يكسبه تعاطف الشعب ولعل الرجل كان (الكيزان) يعولون عليه ويحلمون بأن يقود إنقلاباً وعندها سيقفون معه ويعودون إلى السلطة عبر بوابة حميدتي ولكن حتى هؤلاء خسرهم حميدتي بتصريحاته الأخيرة والآن الخاسر الأوحد في هذه المرحلة هو حميدتي فكان الأجدى له أن يلتزم الصمت وعدم الحديث بهرطقة عنصرية والتقليل من رتبته ومثل هذا الحديث ينقص من هيبة القائد أكثر من أن يكسبه تعاطفاً إذ أن حميدتي كان يكفيه الصمت طالما أنه صاحب قوة وعتاد حربي وسلاح وكلوو وكان على الرجل أن يكتفي بأن يتحدث ناطقه الرسمي في كل مناسبة وأن يحفظ ماء وجهه بدلاً من إراقته وبصورة غير لائقة …

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version