محمد النصري .. يجبرك على التوقف عند تجربته الغنائية .. لأنها تجربة تتسم بالعمق والرؤية، فهو أدخل مفاهيم جديدة كانت غير سائدة في الغناء بالطنبور .. وهو يعتبر مجدداً في المفردة الشعرية وذلك عن طريق اختياره لشعر جديد غير الذي كان سائداً .. وهو بذلك أصبح مجدداً وقائداً لثورة التجديد لهذا الضرب من الغناء .. لذلك من البديهي أن يحتل هذه المكانة الرفيعة وفي وقت وجيز استطاع فيه أن يقدم تجربة غنائية لها ملامحها الخاصة لا تشبه ما سبقها من تجارب ولكن النصري وبموهبته الغنائية العالية استطاع أن يؤسس لمدرسته الغنائية الخاصة.
وبعكس النمط السائد في غناء الطنبور فتح النصري أبواب تجربته وابتعد عن الأفكار الغنائية الكلاسيكية التي اتصف بها لفترات طويلة .. لذلك حينما أقول النصري (مجدداً) فإنني أعني الكلمة بكل ما تحمل من مبنى ومعنى.. وحتى حينما وصف بأنه يمشي على خطى مصطفى سيد أحمد .. فهذا التوصيف والمقارنة تحسب له لا عليه .. وهذا يؤكد على أنه أحدث شكلاً غنائياً مختلفاً أجبر منتقديه على توصيفه بأنه امتداد مصطفى سيد أحمد.
صحيفة الصيحة