(1)
لا أريد التقليل من قيمة رجل فنان بقامة عثمان النو ولا ينبغي لي ذلك.. فهو واحد من قاماتنا الموسيقية الفارعة، أجزل العطاء وكان مدهشاً وخلاقاً في مجمل ما قدم من ألحان على شاكلة الطنبارة ـ مسدار أبو السرة لليانكي وأمونة.. كل أغنية تحكي عن فنان عظيم غير قابل للإستنساخ أو التكرار.. فهو موسيقار ومؤلف صاحب طعم خاص لونية مميزة جعلته رقماً ضخماً في مجال الغناء والموسيقي.. وللرجل رأي سيقوله من خلال فرقة (رأي)!!
(2)
ومن باب الرأي والرأي الآخر..عثمان النو يستحق أن نفسح له المجال ليقول كلمته دون حجر أو مقارنات !!).. صحيح أن ظروف تكوين فرقة (رأي) الموسيقية اختلفت عن الظروف التي تم بها تكوين فرقة عقد الجلاد.. وثمة فوارق تبدو جلية حينما نعاين للمشاهد العام للفرقتين.. حيث ولدت عقد الجلاد بين مدرجات كلية الموسيقى بينما ولدت فرقة رأي على مدرجات الخلافات التي طفحت على السطح قبل مدة ليست طويلة فكانت نتيجتها الطلاق البائن ما بين عثمان النو وبقية أعضاء الفرقة الحاليين.
(3)
توقفت عند التجربة الجديدة والمضامين والأفكار الموسيقية والشعرية المختلفة عن التجربة السابقة التي عاشها عثمان النو مع عقد الجلاد وبما أن الرجل أطلق علي الفرقة أسم (راي) ذلك يعني بالضرورة أنه (رأي) جديد يختلف عن الأراء الفنية السابقة التي طرحها الرجل في فترة سابقة بدأت منذ تأسيس عقد الجلاد.. والجملة التي تردد(فرقة عثمان النو الجديدة) ظالمة وفيها قدر من الإجحاف علي بقية أعضاء الفرقة من الشباب.. لأن إطلاق الاسم بتلك الطريقة يعني اختزال التجربة على شخص واحد..
(4)
الخطورة تكمن في أنه ربما تزول الفرقة عن الوجود إذا تركها عثمان النو.. وهذه نظرية من الخطأ بمكان لأنها تدعو لتخليد الأشخاص وليس الأفكار.. وكما نعلم بأن الأشخاص زائلون ولكن تبقى الأفكار حية تعبر عن صاحبها كما بقيت عقد الجلاد.
ومن المؤسف أن أقول في هذه اللحظة أن الذي سمعته من فرقة (رأي) هو عبارة عن (صدى) لعقد الجلاد.. وهو هو نوع من الاجترار وإعادة إنتاج أفكار موسيقية تم الطرق إليها من قبل لذلك انتقت صفة (الجدة) والتجديد.. ورأي التي سمعتها حتى الآن (نسخة كربونية) من عقد الجلاد..
كتب: سراج الدين مصطفى
صحيفة الصيحة