يوسف السندي يكتب محاولات اختطاف موكب الخميس

بعد أن تفرقت قوى الحرية والتغيير وأصبحت قوى متعددة ومتباعدة ومختلفة، وبعد أن انهار تجمع المهنيين نتيجة اختطافه بواسطة كوادر الحزب الشيوعي وأصدقائهم العلمانيين بانتخابات مزورة، فقدت الثورة قيادتها المركزية، وأصبحت تسير بلا هدى لفترة طويلة، ولكن يبدو أن منظمة أسر شهداء ثورة ديسمبر تتقدم قليلا قليلا لتكون هي مركز قيادة الفعل الثوري، وهذا اذا حدث قد يكسب الشارع قيادة جديدة، ولكنه سيخرج بالمنظمة من كونها منظمة تستهدف متابعة قضايا الشهداء إلى منظمة سياسية عليها ان تقدم البرامج والحلول والخطط لحاضر ومستقبل السودان، وهو دور اذا تقمصته المنظمة ستفارق قضايا الشهداء (فراق الطريفي لجمله).

مواكب الأمس الخميس أعادت بعض الألق الثوري للشوارع بعد اختفاءه لفترة طويلة، ولكن كالعادة حاول الكثيرون اختطاف هذا الالق وتحويله إلى رصيد في حسابهم، على رأس هؤلاء الحزب الشيوعي الذي استبق موكب ٣٠ يونيو بعقد مؤتمر صحفي دعا فيه الجماهير إلى هدف واحد هو (تسقط بس)، وبالطبع لم يجد الحزب استجابة تذكر من الجماهير، فالحزب الشيوعي بعيد عن نبض الجماهير وبعيد عن الواقعية السياسية، هو حزب حالم يحلم باعادة عقارب الساعة للوراء لكي يكون هو من يقود الثورة.

كذلك حاول تجمع المهنيين السودانيين جناح الشيوعي أن يختطف حراك الخميس وأعلن عن عدد من المطالب وطالب الثوار بدعمها، وبالطبع لم يدعمه احد، فالذي يختطف تجمع مهني لا يستحق دعما ولا قيمة، ويجب أن يرمى في زبالة النسيان والمهملات، وهذا بالفعل ما فعله الشعب السوداني بتجمع المهنيين الشيوعيين الذي أصبح مجرد صفحة فيسبوك لخدمات الدعاية والإعلان.

كذلك حاولت بعض الأحزاب المشاركة في الحكومة تجيير المواكب لمصلحتها، وهي عادة محرجة لهؤلاء المنفصمين، ولكن بالطبع لم يحفل بهم الشارع، بل هتف ضدهم وضد جميع الأحزاب السياسية، وهذا مؤسف فالاحزاب أساس السياسة في البلد، ولكن اعداد مقدرة من الأجيال الجديدة (بطنها طامة) من جميع الأحزاب الموجودة في الساحة، وهذا تحول مزعج وخطير يرجع في الأساس إلى آثار الخطاب الإعلامي للكيزان على مدى ٣٠ سنة والذي ذرع في العقل الباطن لهذه الأجيال بذرة كره الأحزاب السياسية.

الشرطة نجحت في إبراز صورة حضارية وهي تحمي المواكب وتوزع الماء للمتظاهرين، بيد أن طلقة غادرة انطلقت لتردي احد الجنود العسكريين في جهاز الشرطة، مما أفقد اليوم طعمه، وحوله إلى يوم احمر ملون بالدم، ومازلنا في انتظار ان تصل الشرطة إلى الفاعل، فالفاعل بكل تأكيد قصد بهذا القنص اثارة الشرطة وجرها إلى مناوشات وصدامات مع الثوار ومن ثم إطلاق الرصاص وانطلاق الفوضى، ومن يبحث عن الفوضى في الفترة الانتقالية معروف وواضح.

صحيفة السوداني

Exit mobile version