هاجر سليمان تكتب: قصة (حي النصر) وعصابات الماء!!

تلقيت دعوة كريمة من سكان حى النصر لزيارة حيهم والوقوف على انعدام الماء بالحى لاكثر من ستة اشهر متتالية، حيث أخبرنى احد سكان الحى بان هيئة المياه تأخذ مستحقاتها كاملة بل وبالزيادة، دون ان توفى بما عليها من التزام فى توفير مياه الشرب. واكد عدد من سكان حى النصر مربع (24) انهم ظلوا دون مياه لاكثر من ستة اشهر متتالية، رغم انه شهرياً يتم خصم فاتورة الماء البالغة اكثر من الف ومائة جنيه، ومع ذلك تعجز هيئة المياه عن توفير الماء. وفى سياق حديثهم هددوا بالتصعيد الثورى فى حال لم تتم معالجة الامر فى غضون بضعة ايام قادمة، خاصة ان برميل الماء تجاوز سعره (3) آلاف جنيه، وان انعدام الماء كاد يقودهم لبيع منازلهم والتخلى عنها، باعتبار ان الماء عصب الحياة ولا حياة بلا ماء.
واكتشفت اثناء بحثى ان هنالك بئراً رئيسة تسمى بئر (26) بحى النصر، وهذه البئر المنتجة كان بالامكان ان تغطى كل منطقة حى النصر، ولكن حدث لها تغول وعمل عصابات وفتوات، حيث تم توصيل خط ساخن من هذه البئر لحى الفيحاء وايضاً حى الهدى، الامر الذى اضعف اداء البئر وتسبب فى تجفيف المنطقة حولها حيث تحولت المياه الى خط الفيحاء والهدى، وما يجهله الشعب ان تقوية مياه الفيحاء بتوصيل خط رئيس لبئر حى النصر، سببه ان شقيقات واقارب احد المسؤولين الكبار النافذين فى الحكومة الانتقالية يقطنَّ بحى الفيحاء ومازلن فيه، وانه كان لا بد من تعطيش مئات الاسر من أجل سقياهن، تخيلوا بالله حتى الماء اصبح فيه خيار وفقوس، وما لم يشرب اهل المسؤول فليس بالضرورة ان يروى عامة الشعب، وما لا يكفى اسر المسؤولين يحرم على عامة الشعب، فقوموا الى ثورتكم يرحمكم الله .
ان انعدام المياه بات سمة اساسية فى كثير من الاحياء بشرق النيل واحياء اخرى، بطريقة تؤكد ان اسباب ذلك الانعدام ليس شح امكانات بل هو مخطط مقصود لاثارة البلبلة وسط المواطنين وايقاظ الشعب وتذكيرهم بضرورة الثورة والخروج والاصطدام مع القوات النظامية، ونحن بصفتنا متابعين لما يحدث فإن الوالى ومدير هيئة المياه جزء كبير من هذا المخطط، باعتبارهما لم يحركا ساكناً فى امر ملف المياه، حتى انهما تجاهلا توجيهات رئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك بتوفير مياه الشرب وحل مشكلتها، وهذا التجاهل يجعلنا نطالب باقالة هذين الشخصين باعتبارهما ضد خط الثورة القاضى بضرورة الاهتمام بمعاش الناس والخدمات الاساسية من توفير لمياه الشرب وغيرها من الخدمات الضرورية .
ملف المياه سنعود اليه فى حلقاتنا القادمة، وسنكشف الكثير حوله. وعائدون للولاية والوالى رغم ان لديه جوانب مشرقة، ولكن مازال يجهل الكثير متعمداً، ونريد ان نعرف اسباب تجاهله لتوجيهات رئيس مجلس الوزراء، وهى ليست المرة الاولى التى يتم فيها تجاهل توجيهاته.

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version