محمد عبد القادر
لم يعد فشل حكومة مابعد التغيير محل خلاف او تشكيك، أخفقت (قحت) تماماً في التعامل مع قضايا المواطن الملحة، تأزمت الأوضاع السياسية والاقتصادية للحد الذي توقفت فيه الحياة تماماً؛ باتت الصفوف والأزمات هي الملمح الأساسي في حياة السودانيين، أزمة في الوقود والغاز والكهرباء والخبز والمياه وفي كل شيء، ارتفاع قياسي في الأسعار، الصفوف تزداد يوماً بعد يوم، ولا يبدو أن هنالك ضوءاً في آخر النفق، الاحتقان السياسي وصل مداه، والهشاشة الأمنية باتت تغري بانتهاك سيادتنا، وقد توزع أمر بلادنا بين الدول، وباتت مرتعاً لحراك الأطماع وتقاطعات الأجندة .
من المؤسف أن يحاول البعض دفن رؤوسهم في الرمال إنكاراً لما يحدث من باب المكابرة وتصفية الحسابات مع الكيزان، أو بدافع التعصب السياسي لحكومة قحت التي خذلت مناصريها قبل أن تفجع السودانيين بأداء باهت لم يرق لطموحاتهم وأحلامهم في التغيير.
بصراحة، لن تصمد التبريرات الفطيرة التي يروج لها الحاكمون الآن في إقناع المواطن بأن ما يحدث بعض من ورثة الكيزان أو بفعل عمايل فلول النظام البائد، بالعكس لن يعترض أحد على تقديم فاسد للمحاكمة، الدولة بيدها القانون وآليات تنفيذه فلماذا لا تحاكم المتربصين بمعاش الناس.
قضية الفشل الذي تعيشه الدولة أكبر من اختزالها في قصة الدولة العميقة التي باخت من التكرار، ولم تعد تقنع حتى الأطفال، ما يحدث الآن أمر مخيف، لا ينفع أن نتعامل معه بعقلية الناشطين و(غلاط هلال مريخ)، وطريقة تصفية الحسابات، الأمر سادتي أخطر من حالة التجاذب التي نشهدها الآن بين الحاكمين والفلول، مالم تنتبه حكومة قحت إلى ما يحدث الآن بعيداً من محاولات تخدير الشارع؛ فستجد نفسها في مواجهة مصير الإنقاذ التي صبر الشارع على أزماتها كثيراً لكنه أطاح بهم في النهاية حين لم يلمس أي تحرك جاد لانهاء معاناته ومشكلاته المعيشية.
رأيي أن الأزمات في حد ذاتها مدار ال ( 24) ساعة الا انك لا تلمس اعتذارا او خجلا او حرصا علي تجاوز الاخطاء وتصويب التجارب، استمرا حكامنا تصالح الناس مع التقصير والاخفاقات، السلطة في بلادي حاشية وسارينا ومخصصات ، هي مهنة لا علاقة لها بتفقد احوال الناس وتلمس مشكلاتهم والحرص علي توفير احتياجاتهم الملحة.
بصراحة أكبر استفزاز للمواطن الآن هو استمرار الحكومة بحالتها الراهنة وكأن شيئاً لم يحدث، ومثلما أجزلنا النصح للإنقاذ من قبل بأهمية التغيير ومحاسبة المقصرين وإشعار المواطن بأن الدولة تستشعر أزماته ومعاناته قبل وقوع الفأس واختراقه للرأس، ها نحن ندعو حمدوك لمواجهة حالة الفشل العام في أداء الدولة بإجراءات تستبق غضب الناس الذي بلغ ذروته علي الانفجار، نعم لقد.فشلتم (يا حمدوك).. و(غلبتكم عديييل)..
صحيفة اليوم التالي