• من بين كل أعضاء المكون العسكري بمجلس السيادة .. يجد الفريق شمس الدين الكباشي تقديراً وإحتراماً كبيراً داخل وخارج المؤسسة العسكرية .. وللرجل مواقف واضحة ومشهودة في تعقيدات المشهد السياسي الراهن .. ومع هذا فإن الرجل يواجه إمتحاناً عسيراً سيحدد مسار مستقبله العسكري .. قبل السياسي !!
• كباشي يقود وفد التفاوض الحكومي مع حركة الحلو ومناصريه الشيوعيين بجوبا .. ومايعلمه الكباشي أن وفده الحكومي والسياسي الذي يبحث التوصل إلي حل لمشكلة جبال النوبة لا يضم أيّاً من أبناء المنطقة الذين يعرفون تعقيدات وتاريخ وتضاريس القضية ويفهمون طبيعة وكيمياء جبال النوبة !!
• بمراجعة عجلي لقائمة أسماء الوفد الحكومي المفاوض لاتجد أحداً من أبناء النوبة ضمن شلة ومجموعة وصويحبات خالد سلك اللائي أزعجن مقر المفاوضات بعرض أزياء يومي لا علاقة له بثقافة الزي والزينة بجبال النوبة .. ويكاد يجزم من يشاهد تلك المظاهر المحزنة أن (نصف دستة ) بنات الوفد المفاوض لم يسبق لأي واحدة منهن أن سافرت لجبال النوبة .. ناهيك أن تكون ضمن وفد لحل المشكلة التي تطورت بهذا الشكل المؤسف بسبب الإختطاف التاريخي لها من نخب وأشخاص ومستفيدين لا علاقة لهم بالمنطقة وأهلها !!
• الوفد الحكومي الذي يترأسه الفريق شمس الدين الكباشي لا يملك الصبر الكافي للتفاوض الشائك للتوصل إلي حلول للقضية موضوع القتال .. والنقاش .. وفد الكباشي يهمه الحصول علي مكسب سياسي يدعم خط حكومة حمدوك ومن يهمهم أمرها من وراء البحار ..
• ومايؤكد إستعجال القوم للتوصل إلي إتفاق مع حركة الحلو بأعجل ماتيسر سرعة ردهم علي مسودة الإتفاق الإطاري بعيوبها وثقوبها التي طالعها ملايين السودانيين يوم أمس وألجمتهم الدهشة لورقة لم تتطرق في متنها للقضية موضوع التفاوض !!
• يعلم الفريق الكباشي ومن ورائه أبناء جبال النوبة أن ماتبقي من أشلاء قوي الحرية والتغيير ومن خلفهم المجلس السيادي بشركائه المتشاكسين .. ومجلس وزراء حمدوك الغارق حتي أذنيه في وحل العمالة لدول ومنظمات أجنبية تعلم ماتريده من منطقة وقضية جبال النوبة .. لأن الفريق الكباشي يعلم كل هذا وزيادة فعليه ألا يوقع بيده علي إتفاق سيضع أبناء المنطقة في مواجهة حرب جديدة ستقودها هذه المرة الأغلبية الصامتة هناك .. أغلبية لايعرف المفاوضون ولا مكونات الثورة المصنوعة في الخرطوم قضيتهم .. بل ضنّوا عليهم بممثلين من أبنائهم في وفد التفاوض الحكومي الذي تسيطر عليه مجموعة يساريين وشلة أصحاب ليس من بينهم أي شاب من أبناء الجبال !!
• إنها الحقيقة المرة .. وليت كباشي ومن معه يسمعونها قبل فوات الأوان .. فنحن في زمانٍ لم تعد فيه الأشياء هي الأشياء .. فالمال عند بخيله .. والسيف عند جبانه !!
عبد الماجد عبد الحميد