للعندليب الأسمر الفنان الكبير زيدان إبراهيم مواقف كثيرة وطريفة لاتحصى ولا تعد في كثيرمن رحلاته وجولاته في كل بقاع السودان المختلفة داخل البلاد وخارجها ومن إحدى طرائفه التي تناولها الفنانون والموسيقيون كثيراً حتى وصلت لعدد كبير من المعجبين والجماهير هي أنه في ذات ليلة شديدة البرودة وبعد انتهاء إحدى حفلاته مع البرد القارس كان يريد أن يذهب إلى مطعم لإحدى زبوناته اللائي يعملن الطعام ليلاً في أحد الأحياء الأمدرمانية الشهيرة لأن زيدان كان يحب الأكل الشعبي البسيط مثل الكسرة (بأم رقيقة) و(أم فتفت) و(الكوارع)…إلخ من الأطعمة الشعبية البلدية المميزة وفي ذلك البرد ذهب لصاحبة المطعم وقال لها أريد كوارع سفري وقالت له آخر طلبين أخذهم زميلك الفنان الأمين عبد الغفار قبل قليلاً، فقال زيدان الأمين: (يشيل الريد ويشيل ودو) ماعندنا مانع لكن يشيل الكوارع دي المشكلة فردت عليه صاحبة المطعم قائلة: (إنت ماشلت الجراح والابتسامة وكل حرمان اليتامى) السألك منو؟ فضحك زيدان وقال لها ياولية إنت ست مطعم ولا عمر الشاعر.. (كوكتيل) تتطرق اليوم لأحد مواقف زيدان مع ذلك القروي البسيط.
بداية اللقاء
التقى ذلك القروي البسيط بالفنان زيدان إبراهيم بعد انقضاء إحدى حفلاته الجماهيرية بالمسرح القومي وفي أحد كواليس المسرح وغرفه الخاصة جاء الشاب وسلم على زيدان وعانقه عناقاً شديداً بكل عفوية وتلقائية مرحة وظل الشاب يسأل زيدان عن حاله وأحوال فرقته والعمل وأتعابه والحفلات المتعددة وإرهاقها وظل زيدان يرمق الشاب باستغراب ويجامله قائلاً :(كلو تمام والحمد لله)، فمازال الشاب يعدد لزيدان عدد من حفلاته التي شهدها ويبلغ له سلام وتحايا أشخاص لا يعرفهم زيدان .ولكنه مازال يجامل حتى يذهب الشاب إلى سبيله باعتباره أحد المعجبين، إلا أن الشاب زاد في حديثه وقال لزيدان لقد كانت تلك الليلة التي قضيناها معك من أجمل الليالي وأجمل الأيام التي مرت على حياتي ولن أنساها أبداً ما حييت وزاد الشاب قائلاً لزيدان :(لقد كنت أنيقاً في هندامك في ذلك اليوم كعادتك حتى أصبح عدد من الشاب في ذلك اليوم يقلدون ويفصلون عند الترزي نفس اللبسة التي كنت ترتديها وأشهد الله أنها كانت ليلة ولا كل الليالي وسهرة ولا كل السهرات) ،،وفي تلك اللحظات بعد أن ضاق زيدان بالشاب ذرعاً دفعه فضوله بعد تطورات ذلك السرد أراد زيدان أن يسأل الشاب عن هويته، ولكن الشاب استرسل في الكلام ( لكن إن شاء الله عما قريب ستأتي الينا وانا واثق من ذلك؟) وأخيراً قال زيدان :(بصراحة كدا المواقف والحفلات كثيرة ارجو ان تذكرني من أنت) فقال الشاب :(ياخ حرام عليك إذا لم تعرفني).
زعل وحوار
قال الشاب ممتعضاً وغاضباً من زيدان :(نهائي لم أتوقع أنك ستنساني أبداً وتنسى تلك الليلة وأنا كنت معك في كل دقائقها وثوانيها ألبي لك كل حاجياتك وطلباتك الصغيرة والكبيرة)، فقال زيدان:( ياصديقي الفترة طالت حاول أن تذكرني هداك الله )،فقال الشاب: (ياخ تتذكر حفلة الأمين ود الناير) في قرية (أم بصيرة) في عام 1982م. فقال زيدان نعم تذكرت ولكن الفترة طالت، فقال الشاب نعم طالت الفترة فقال زيدان: إذاً أنت ابن الشيخ الأمين ودالناير أبو العريس. فقال الشاب :(لا)، فقال زيدان أظن بعد ذلك إنك أنت العريس، فقال الشاب :(لا)، فضحك زيدان وقال :(ياخ قومت نفسي ولكن اظن انك انت الذي ربط ذلك الحفل مع مدير أعمالي وجئت بعربونه الى الخرطوم فأنا اتذكر ذلك الموقف)، ضحك الشاب وقال لزيدان (اجيك من الآخر كدا)
معرفة بطعم البيبسي كولا
فقال زيدان تمام فقال الشاب اتذكر عندما كنت تنتهي من الفاصل بالحفل وعندما انتهيت من الحفل تماماً وجئت في أحد الصوالين أنت وفرقتك، قال زيدان نعم اتذكر هل أنت صاحب ذلك البيت فقال :(لا)، قال زيدان إذاً ماذا ؟؟قال الشاب في الفواصل وبعد انتهاء الحفل تماماً وأنت جالس على الكرسي الكبير ومن حولك الفرقة الموسيقية وبجانبكم شاب صغير يأتي إليكم بالماء البارد ويلبي كل طلباتكم قال :(نعم) وقال لقد اتى ذلك الصبي اليكم بعدد وافر من مشروب البيبسي كولا فقال زيدان:( تمام) ، قال الشاب: (أنا ذلك الشاب الذي كان يأتيكم بالبيبسي)، فضحك زيدان حتى جلس على الأرض .
الخرطوم: سعيد عباس
صحيفة السوداني