علي عثمان عشان يكحلها عماها

بعد ان رفض قاضي محكمة منفذي انقلاب الانقاذ اعطاء فرصة للمتهم علي عثمان محمد طه النائب الاسبق للبشير والقيادي المعروف في المؤتمر الوطني وللاسف كان هو رئيس كتلة المعارضة في برلمان ١٩٨٦ المنتخب وفوق هذا وذاك هو صاحب وراعي ومنظم ومنفذ نظرية (shot to kill) في عهد الانقاذ الاسود .

بعد ان رفض قاضي المحكمة منحه فرصة الحديث لتبرير موقفه الرافض للتعاون مع لجنة التحقيقات الخاصة بالقضية ورفضه الحديث واصر القاضي ان يتم الاستماع لمرافعته في مرحلة لاحقة حسب اجراءات سير المحكمة .

ازاء ذلك قام المتهم الدفع بمرافعته المفترضه للاعلام عبر وسائل التواصل وستجدون مرافعته الكاملة في صفحات الميديا لمن يرغب وبعد اضطلاعي عليها تمنيت لو ان القاضي كان قد منحه الفرصة ليدلي بهذه المرافعه حتى يتبين الناس عن اي نوع من البشر كانوا يحكمون هذا الوطن المثخن بجراحهم طوال ثلاث عقود .

في الفقرة ( رابعا) من مرافعته قال علي عثمان وبالنص ما يلي :-

( هذه الدعوة تصادم ما استقر في تجربة السودان السياسية من أن مثل هذه المحاكمات أنما تختص بها سلطة شعبية منتخبة ولا تتدخل من مهام السلطة التي لا تملك مشروعية قانونية او اخلاقية او سياسية لمحاكمة من وصل للحكم بذات الاسلوب والوسيلة التي وصلت به اليه .. فمن يحاكم من ؟؟ ) انتهي الاقتباس

ورغم انني لست برجل قانون ولكن اعتقد ان هذه الفقرة تكفي ولا تحتاج المحكمة لاي جلسات اضافية ولا للازعاج الدائم الذي تسببه هيئه الدفاع عن المتهمين بقيادة سبدرات ورهطه . فالرجل ومن حيث اراد ان يوصم سلطة الفترة الانتقالية بانها سلطة غير شرعية وغير قانونية حسب زعمه وقال انها مثلها ومثل انقلاب الانقاذ ايضا غير اخلاقية وغير سياسية وغير قانونية .

اذن سلطة الانقاذ اتت بطريقة غير اخلاقية وغير قانونية وغير سياسية .. هل منكم من له تفسير آخر لحديث علي عثمان غير الذي قلته ؟؟!!!

تبقى النقطة الفاصلة بين النظامين حتى نتبين ايهما غير الاخلاقي وغير القانوني وغير السياسي هي ان نعرف كيف وصلت هذه السلطة لمقاليد الحكم ؟

سلطة الانقاذ وصلت بإنقلاب عسكري كامل الدسم وبمارشاتها العسكرية وبدون اي سند جماهيري وحتى المدنيين الذين اتوا بالانقلاب سرا وهم قادة تنظيم الجبهة الاسلامية خططوا ووزعوا الادوار واستولوا على السلطة في ليل بهيم وفرضوا سياستهم بقوة السلاح وحكموا الوطن بقوة السلاح لثلاث عقود عجاف وأقاموا المشانق والمجازر والتشريد والمطاردة لكل من عارضهم .

أما السلطة الثانية وهي سلطة الفترة الانتقالية فهي اتت بعد مظاهرات واحتجاجات واعتصامات من كل الشعب ( عدا انصار النظام) وامتدت الاحتجاجات الشعبية والاعتصام لايام وشهور وعندما شعر العسكر بان النظام قد وصل مرحلة السقوط لم يكن امامهم بد من الانحياز للشارع والاستجابة لطلب الشعب ودخلوا في مفاوضات مارثونية لتقاسم السلطة مع الجماهير الغاضبة واستجاب ممثلوا الشعب لرغبة الجيش ( وهذه واحدة من اخطاء ثورة ديسمبر العظيمة والتي ما زلنا ندفع ثمنها حتى الان ) .
هي قصة ثورة شعبية بكل اخطائها وكل عثراتها وكل خطواتها الصحيحة وغير الصحيحة . والحقيقة انها ارادة شعب بكامله الا من ابى واستكبر وعاند وقابع الان في سجون الشعب ليكتب في المرافعات .

فمع اي نظام تقارنه يا علي عثمان .. نظام اتى بانقلاب واخر بثورة شعبية .. وجئت لتسأل ( من يحاكم من ؟ )

وكما قلت .. ان مرافعتك الفطيرة هي دليل دامغ ضدك وضد نظام الانقاذ بالكامل .
في كثير من الاحيان أتساءل .. كيف حكم هؤلاء وبعقلياتهم المتواضعة هذه كل هذه السنوات الطويلة واين كان الشعب هل فعلا كنا في غيبوبه طويلة طوال هذه الفترة .

فعلا هي ثورة الوعي ومهما قابلتنا من صعوبات وضنك المعيشة وسوء الاحوال مازالت الامال معقودة اننا سنعبر وننتصر كما يقول حمدوك دائما .ورغم ذلك لن نتوقف عن النقد وتسليط الضوء على نقاط الضعف والقادم هو الاجمل لهذا الوطن باذن الله

وكان الله في عوننا

صحيفة التحرير

Exit mobile version