على من يا شيخ علي,,؟

نقبتُ كثيراً في الوسائط والمواقع الخبرية للتأكُد من حديث عجيب منسوب لعلي عُثمان محمد طه النائب الأول للرئيس المخلوع والشريك الأصيل في الإنقاذ، وما من سببٍ يدعوني لبذل هذا الجُهد المُضني إن لم يكُن الحديث منسوباً لشيخ علي، ومن منكم لا يعلم قُدرة الرجُل على الكلام وجرأته كذلك على نفي ما قال، واتهامه للغير بعدمِ استيعابهم لما قال، وما حكاية كتائب الظل الموثقة بالفيديو ببعيدةٍ عن الأذهان، بيان طويل عريض محشوء بالكلمات الفضفاضة، استخدم فيه الرجُل اللغة القانونية التي يُجيدها للهُروب من المُحاكمة.
ما فهمناه من البيان أنّه لن يُدلي للمحكمة بأي أقوال عن انقلاب 89 لعدم اعترافه بالوثيقة والتي أسماها ساخراً بالشنيعة الدستورية، وعدم اعترافه الضمني بمن جاءوا بالوثيقة والذين لم يدخلوا للحكم عبر بواباته المشروعة ولذلك يُصِر على رفض الإدلاء بأقواله، لن نُجادل (الشيخ) فيما قال ونترُك لأهل القانون الرد على نقاطه القانونية التي أوردها، ولكن من حقنا كأصحاب حق في هذه البلاد المسحوق أهلها والمُدمرة مُكتسباتها والمُضاعة حقوق أهلها بسبب العبث الذي أسميتموه بالإنقاذ من حقنا أن نسأل وعليكم الإجابة بعد الاعتذار.
بأي قانونٍ وحق حكمتُم هذه البلاد..؟
لقد حكمتُم وحاكمتُم، وللمحاكم نصبتُم، سجنتُم وقتلتُم، تمسكنتُم وتمكنتُم، زعزعزتُم وطردتُم، من فوضكم ومن أعطاكم الحق، وقد جئتمونا بليلٍ مُظلمٍ حالك السواد بدعوى انقاذنا من نظامٍ ديمقراطي جئنا به عبر صناديق الاقتراع، فحدثنا بصدق كيف جئتُم أنتُم..؟، ومن ينسى تلك الدابة التي امتطيتُموها للوصول بها إلى الحُكم، وتلك الشعارات الدينية النبيلة التي رفعتموها لاقناع المواطن باتباعكم، والصبر عليكم حتى تُثمِر شجرة الإنقاذ التي رعاها معكم بحسن الظن فيكم، ورواها بعرقه وماله ودمه، وأعانكم على نموها، وكانت النتيجة أن خيبتُم ظنه بالاستئثار بثمارها وتركتموه للفقر والعوز وضيعتُم حقوقه بالصراعات العبثية.
مُرافعتك لن تُفيدك، وما وجدتموه من فُرصٍ كانت كافية لتشييد جسور الثقة المتينة بينكم وبين مواطن أحسن الظن فيكم ومدّ إليكم حبال الصبر لتحكموه بما يُرضي الله ورسوله، ولم تفعلوا وأخذتكُم المُكابرة بعيداً عنه إلى أن نفد الصبر وخرج عليكم بلا أسف على أي علاقة ربطتكُم به من قبل، ولن ينفعكُم التذاكي عليه اليوم للهروب من أفعالكم في زمانٍ انتهت فيه قُدسية المسؤول مهما كانت مكانته، وأصبحت الكلمة الأولى فيه للمواطن وآل الأمر إليه لاختيار من يسوسه (طواعية) بلا إكراه من أحدٍ أو مكرٍ من مُتذاكي يفترض في غيره السذاجة.
لقد فاتكُم القطار يا علي وما من أملٍ في اللحاق بمن مضى، ومحاكم الدُنيا مهما كانت عقوباتها فلن تُغني عنكم شيئاً من محكمة الحق العدل يوم يجتمع الخصوم أمام من لا يُظلم عنده العباد، فهل أعددتُم مرافعاتكم ودبجتُم بيناتكم للدفاع عن أنفسكم وعن نظامكم أمام قاضي العدالة الأكبر في يومٍ تخرس فيه الألسنة وتنطق فيه الجوارح.؟

زاهر بخيت الفكي
صحيفة الجريدة

Exit mobile version