لم يخفي الرئيس المخلوع عمر البشير (شماتته ) في الحكومة الانتقالية ، التي منحته فرصة ذهبية لإظهارها بسبب تردي الاوضاع المعيشية والظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد وظهر البشير وكأنه الرئيس المثالي الذي ازيح من منصبه بانقلاب غادر ، او انه حبيب الشعب الذي كان يوفر له رغد العيش وسبل الرفاهية ، والبشير بعد ما ارتدى الجلباب بدلاً عن البردلوبة عادت اليه عافيته واشتاق الى الأضواء ،دون ان يتذكر مجرد ذكرى مافعله في سنوات وعقود ، او يبدو أقل شعوراً بالندم ، على ما تسبب فيه من ضيق في العيش وان مايعيشه الشعب الا هو امتداداً لمعاناة تسبب فيها وكان يجب ان يحاكم على كل يوم قضاه على مقعد الحكم ، ولكن لأن المخلوع قضى أياماً في السجن لأقل جرائمه وقصدت اللجنة الامنية ان تتغاضى عن أفظعها لأنها تعلم ان البشير سيقضي في السجن أياماً معدودات ليخرج على الناس من جديد شامتاً في وضع اقتصادي يتحمل مسئوليته ذات الافراد الذين ضمنوا للبشير محاكمة شكلية ، فقضية المال العام في بيت الضيافة ماهو الا سيناريو أُعد اعداداً جيداً لإشغال الناس به حتى لا يحصروا المخلوع بأفظع جرائمه ويطلبوا بمحاكمته محاكمة تليق بما اقترفه من ذنب.
وتحدث البشير عن الحكومة الانتقالية حديث الخبير في مجال السياسة والاقتصاد وقال لـ(الواحة)، إن الحكومة أضاعت الكثير من الفُرص والأهداف، وأضاف: “أقوان كثيرة على خط الـ(١٨) اضاعتها، كانت فقط تحتاج لمن يُسدّد” مؤكداً أن الحكومة الآن في وضع أصعب، بعد أن راجت معلومات جديدة عن ما يتردد حول تسليمه للمحكمة الجنائية، وقال إنه لا يخشاها، وتابع: (الجنائية أحسن لينا من الظروف الحالية) ، وعلق البشير على عودته لارتداء الزي القومي بدلاً عن البردلوبة، بأنه أكمل فترة الحكم عليه في قضية الأموال الأخيرة.
والبشير الذي يتحدث عن ضياع الفرص ماذا قدم لشعبه عندما مُنح ملايين الفرص المماثلة ، عندما ضاقت بالناس سبل العيش وسافر للخارج للبحث عن حلول هل طلب المساعدة باسم الشعب والوطن ام بإسمه، من الذي جعلنا نعيش حصاراً اقتصادياً أقعدنا لعشرات السنين ، من الذي دمر اقتصادنا وخدمتنا المدنية ومشاريعنا الزراعية ، من الذي فصل السودان وقسم ثرواته ، من الذي اشعل الحروب في دارفور والنيل الازرق وشرق السودان ، من الذي قتل ونهب وسرق وملأ الارض فساداً ، من الذي قسم ظهر الوطن عندما جعل شعبه منبوذاً في كل المطارات يحمل ذنب واخطاء حكومته أينما حل ونزل ورحل، ومن الذي ترك لنا ورثة سيئة من نظام تغلغل في بواطن الارض حتى أصبح كمرض خبيث ، كل مافعله البشير في عقود يريده ان ينتهي في عامين.
منحته الحكومة الانتقالية فرصة ليظهر شماتته ولكنها لن تستطيع ان تمنحه صكوك العفو والغفران من شعب ألحق به ضراراً عميقاً سيظل ذنبه يلاحقه ويطارده إذ أنه كان يوماً سبباً في معاناة طويلة الأجل لن تنتهي بذهاب هذه الحكومة او بمجئ غيرها لأن الواعي والمدرك تماماً وأحسب ان الجميع كذلك يعلم ان هذا الذي نعيش ليس بسبب زيد او عبيد نحن ندفع فواتير حكمك الظالم الغاشم فواتير باهظة الثمن تنعكس علينا ضنكاً وضيقاً ، فلا تعتقد في هذا الشعب الغباء ولا تظن فيه السذاجة فلن يبكي عليك الا قومك الذين يعيشون معاناة أخرى لن يطفئ نارها الخروج من هذه الازمات او البقاء فيها للابد
اما حديث المخلوع عن الجنائية بقوله ( أحسن لينا من الظروف الحالية) فيجب ان تتعامل معه الجهات المسئوولة كحديث رسمي يؤكد رغبة المخلوع وقبله أحمد هارون في الذهاب الى الجنائية ، وهذا يختصر ويطوي للحكومة مسافات طويلة ، ويحفظ لها ماء وجهها ان كانت تتردد في تسليمهم الى الجنائية، ويغلق أفواه الذين يتباكون عليه.
فحديث البشير بالأمس لا يظهر قوته، بل يظهر ضعف حكومة تعاملت وتساهلت معه الى هذا الحد الذي يجعله ينسى كل ما كسبت يداه.
أعيدوا للرجل بردلوبته والا سيخطب فيكم غداً ،( أيها الناس ) !!.
طيف أخير :
أصنع لنفسك ماضٍ جميل، ومن ثم تمنى أن تستمتع بجمال مستقبلك.
***********
صباح محمد الحسن
صحيفة الجريدة