كثيرا ما نبهنا الى ضرورة إجراء مراجعة شاملة لمستشفى الشرطة بما فيه مجمع عمر ساوي وذلك عقب التردي الذي شهدته المستشفى في الفترة الماضية، مؤخرا علمنا ان وزير الداخلية ومدير عام الشرطة قاما بالوقوف على أوضاع المستشفى واصدرا توجيهات بتحسين الاداء ولكن يبدو ان هنالك خللا في الادارة الطبية للمستشفى تجعل بعض الاطباء ممن يرأسون الأقسام المختلفة يقومون باتخاذ قرارات غير مبررة من شأنها الإضرار بالمرضى ومرتادي المستشفى .
من حق المستشفى ان تعلن بانها ستقصر خدماتها على منسوبي الشرطة فقط ولن تقدم الخدمات لاي مريض لا ينتمي لقبيلة الشرطة ولكن ليس من حق المستشفى ان تفتح أبوابها للجمهور وتطبق مبدأ الخيار والفقوس بالسماح لهذا وحرمان ذلك من تلقي الخدمة، ونحن اليوم بصدد فتح ملف مرضى ظلوا يتلقون العلاج بمجمع عمر ساوي وبصورة مفاجئة تم ابلاغهم بحرمانهم من الخدمة وتوقفها دون اي اسباب علما بانهم يتلقون العلاج من حر مالهم وليس استجداء عطف يا هؤلاء .
ضحايا مجمع عمر ساوي مجموعة من مرضى (البهاق) يتلقون العلاج في شكل جلسات اشعاعية محددة يتلقون خلالها جرعات من الاشعة فوق البنفسجية ويقومون بسداد رسوم الجلسات اولا بأول، هؤلاء المرضى بدأوا علاجهم بالمستشفى منذ عهد الاختصاصي الطبيب الفريق د. محمد توم إلا ان الرجل هاجر وهذا هو حال بلادنا يهاجر العلماء منه ليبقى بعض الجهلاء .
هؤلاء المرضى ظلوا يتلقون علاجهم بسلاسة ونشأت بينهم علاقات حميمة حتى انهم كونوا جمعية وهي في طور التأسيس الآن وباتوا يشكلون سندا لبعضهم ويتكاتفون من اجل إتمام الجرعات ويضطرون كثيرا لجمع الأموال من بعضهم البعض حتى يمكنوا بقية رفاقهم البسطاء من اخذ الجرعة الإشعاعية وهكذا حال السودان تكاتف حتى في الشدة والمرض .
تفاجأ هؤلاء المرضى الاسبوع الماضي بقرار صادر من ضابط برتبة العقيد طبيب يرأس قسم الجلدية أصدر قرارا مفاجئا ودون اي مبررات بوقف جلسات مرضى البهاق وأنزل قراره في شكل منشور ملزم لفنيي الأشعة الذين يقومون بأداء الجرعة للمرضى وحينما ذهب المرضى الى جلساتهم تفاجأوا بها وقد أوقفت، يبدو ان السيد رئيس القسم ظل يخطط لإيقافهم منذ فترة اذ ان المرضى تفاجأوا برفع سعر الجلسة الى الضعف من مبلغ ثلاثمائة جنيه الى مبلغ ستمائة جنيه ورغم ذلك لم يعترضوا على تلك الزيادات واستمروا في جلساتهم الى ان فوجئوا بإيقافهم فأين يذهب هؤلاء المرضى لتلقي علاجهم، وماهو المبرر الذي جعل الطبيب يصدر قرارا بوقف اولئك المرضى من تلقي جلساتهم ومواصلتها .
نطالب مدير عام الشرطة الفريق اول خالد مهدي بان يستفسر ادارة الخدمات الطبية عن أسباب وقفها لهذه الجلسات ، وسنتحدث عن ادارة الخدمات الطبية وتحديدا مجمع عمر ساوي وسنتحدث عن رؤساء أقسام المستشفى وسنكشف الكثير في حلقاتنا القادمة.
صحيفة الانتباهة