يبدو ان الخطوات التي اقدم عليها رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق اول عبد الفتاح البرهان بتقييده حركة اعضاء المجلس السيادي في السفريات الخارجية، بتجديد لائحة تتضمن اشتراط موافقة المجلس، والحصول، بالتالي، على اذن مسبق لكل من يود السفر الي الخارج من عضوية السيادي يبدو ان للقرار بحسب محللين دواعي ملحة جعلت البرهان، الذي يعتقد بأنه وراء هذا الإجراء، يمضي باتجاه تحجيم وتقييد حركة اعضاء السيادي و اعتماد لائحة السفر الجديدة لتنظيم سفرياتهم الي الخارج
اشترطات السفر
وافصحت مصادر في الحكومة الانتقالية لصحيفة “الشرق”، عن تعديل في اللائحة الداخلية للمجلس السيادي الانتقالي، يشمل إضافة بند يتعلق بمنع سفر أعضاء المجلس إلى الخارج، إلا بإذن مسبق، من رئيس المجلس الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
ساطع الحاج
وقالت المصادر لـ”الشرق”، إن المادة المضافة إلى اللائحة الداخلية، تنص على أنه “لا يجوز لعضو مجلس السيادة السفر إلى الخارج، إلا بإذن مسبق من رئيس المجلس الفريق أول عبد الفتاح البرهان، بناء على طلب كتابي يبين فيه وجهته وسبب سفره، وفي حال كانت الدعوة رسمية، عليه أن يناقش طلب الزيارة في اجتماع للمجلس السيادي، وأمام جميع الأعضاء بجانب تعبئة نموذج يحدد وجهة وسبب ومدة السفرية ويوافق عليه رئيس المجلس شخصياً، مع عمل ميزانية مالية تقديرية لتكلفة الرحلة وتحديد عدد أقصى للمرافقين لايتعدي الاثنين، وأن لا يكون هناك عضوان من المجلس، في نفس الوقت في نفس البلد بجانب التنسيق مع البعثة الدبلوماسية للبلد المعني ويجب أن لا يناقش الأعضاء قضايا تمس الأمن القومي مع قيادات الدولة المضيفة، بجانب أن تقتصر السفريات (مرة) في الشهر لكل عضو .
السفير الرشيد ابوشامة يستبعد عرقلة رحلة حميدتي إلى تركيا…!
وفي ذات السياق اكد ناطق الرسمي باسم مجلس السيادة محمد الفكي سليمان علي اجراء تعديل اللائحة الداخلية لمجلس السيادة وإلزام الأعضاء بإخطار المجلس بأي سفر خارجي.
ما المغزي من القرار
حميدتي والبرهان هما أكثر أعضاء المجلس سفرا خارجيا، في ماموريات، ينظر إليها كثير من المراقبين بأنها غامضة، وذات صلة بالسياسة الخارجية، وهي زيارات شملت، بشكل أساسي، السعودية ومصر والإمارات، بجانب ان هنالك زيارة مرتقبة لحميدتي الي تركيا في اليومين القادميين وسبق ان قام البرهان بدون تفويض أو تكليف أو موافقة من مجلس السيادة بالذهاب ليوغندا لمقابلة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنجامين، نتنياهو وتوريط البلاد في سياسة التطبيع بحسب مراقبين.
ساطع الحاج:ليس من حق البرهان إصدار مثل هذا القرار بنص الوثيقة الدستورية..!
القرار من شانه اثارة التساؤلات والتكهنات حول المغزي والمبتغي منه خصوصا ان صدوره جاء قبيل مغادرة، نائبه، الفريق محمد حمدان دقلو، حميدتي، لتركيا .. ؤالسؤال المطروح لماذا تم التعديل الان…؟فهل القرار معني الي تقييد حركة دقلو الي تركيا باجندة معينة….ام ان المجلس لمس خطورة السفر الخارجي لاعضائه لبلدان ذات أجندة، مثل الإمارات، ومحاولة استثمار تلك الرحلات في استمالة أعضاء المجلس لخططها واجندتها…؟
الانزلاق وراء اجندة
وللاجابة علي التساؤلات يشير السفير السابق بوزارة الخارجية الرشيد ابو شامة الي ان القرار مرده الحاجة الي احداث انضباط وتنظيم في سفريات اعضاء المجلس السيادي الي الخارج وقال ان مهمة تقييد حركة اعضاء السيادي من صميم مهام البرهان بصفته الاعتبارية رئيسا للمجلس الانتقالي وقال ابوشامة لـ(الجماهير) ان اهم مافي القرار انه يؤطر للمحافظة علي سيادة البلد امام العالم الخارجي ويجنب اعضاء المجلس السيادي الانزلاق وراء اجندة دول اخري بعينها تتربص بالبلاد.
واكد ان عهد النظام البائد تم تطبيق ذات المعايير والشروط للحد من سفر الوزراء الي الخارج واستبعد ابوشامة ان يكون القرار معني به بالدرجة الاولي تكبيل خطوات حميدتي الخارجية، والحد منها
صلاحيات البرهان
وطبقا لمنطوق القرار تبقي الاستفهامات ماثلة حول احقية رئيس المجلس السيادي الفريق اول عبد الفتاح البرهان في اصدار مثل هذه القرارات وفي ذات السياق يبدي رئيس الحزب الناصري _التيار الشعبي، ساطع الحاج استغرابه من اصدار القرار بقوله:ليس من حق البرهان بموجب الوثيقة الدستورية اصدار القرار، وقال ساطع وهو احد مهندسي الوثيقة الدستورية ل(الجماهير) ان الوثيقة في المادة(12) حددت صلاحيات المجلس السيادي في (37) بندا ليس من بينها تقييد سفر اعضائه الي الخارج وافصح بان الوثيقة نظمت اعمال ومهام المجلس السيادي بما فيها تنقلاته واوضح ساطع بان سفر اعضاء السيادي يجب ان يكون ضمن نطاق الصلاحيات المهام المؤكلة لهم.
التحكم في اعضاء المجلس
كل التكهنات تمضي في اتجاه ان لقرار البرهان دواعي ومسببات جعلته يستهدف تقييد حركة اعضاء مجلسه فهل الاسباب كافية لاصدار القرار..؟…القيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار اكد علي وجود مسببات حقيقية و”قصة” دفعت بالبرهان الي اصدار القرار.
وقال كرار ل(الجماهير) مهما كانت الاسباب فكان ينبغي علي البرهان عدم استصدار القرار واضاف مجلس السيادة ليس مدرسة وبالتاكيد البرهان ليس الناظر.
كمال كرار – عضو اللجنة المركزية الحزب الشيوعي
وقال كرار ان القرار ملمح غير جيد ويكرس الي الديكتاتورية مبينا ان منصب البرهان مستحدث ولا يعطيه الحق بموجب الوثيقة الدستورية في التحكم في بقية اعضاء مجلس السيادة واردف كل الاعضاء في المجلس سواسية لهم ذات الحقوق التي يتمتع بها البرهان.
تقييد حركة حميدتي
ووفقا لمراقبين فقد يكون القرار الهدف منه وضع حد الي التمدد الخارجي الذي قام بحياكة غزله في الاؤنة الاخيرة، بعض أعضاء الحكومة، من خلال الرحلات الخارجية المعلنة والغير معلنة، والتي كان من نتائجها ماعرف بالمبادرة الإماراتية، والأزمة المكتومة المرافقة لها.
وفي ذات الصعيد يري المحلل السياسي استاذ العلوم السياسية بجامعة ام درمان الاسلامية د.صلاح الدومة ان سعي البرهان الي ايقاف تمدد حميدتي خارجيا قد يكون احد اسباب القرار فضلا عن تخوف المجلس السيادي من وقوع أعضائه، في براثن الانحياز نحو اجندة دولية واقليمية بعينها وضرورة ابعادهم من تبني سياسة المحاور، من خلال الاشتراطات التي وضعت امام تحركاتهم الخارجية. د. صلاح الدومة:القرار ناتج من تخوف المجلس السيادي من انجرار أعضائه وراء المحاور الإقليمية، وحسم فوضى السفر..!
وقال الدومة ان القرار اتي لحسم فوضي السفر التي اتصف بها اعضاء المجلس السيادي في الفترة الماضية. واستشهد الدومة في سفرية البرهان مؤخرا الي باريس مشيرا الي ان الزيارة كانت ارتجالية وجزم الدومة بان البرهان لم يحظ بالاهتمام الذي وجده رئيس مجلس الوزراء الوزراء د. عبدالله حمدوك من قبل الحكومة الفرنسية مبينا بان الاخير كانت زيارته مرتبة ومنسقة وقال الدومة ان البرهان يحاول إعادة انتاج ذات السيناريوهات التي كان يفعها المخلوع البشير على قوله.
صحيفة الجماهير