فليبحث عرمان عن غنيمة أخرى لسكرتيره

لقد ساءنا جدا ان يكون السيد ياسر عرمان نائب رئيس الحركة الشعبية (جناح عقار) أحد معاول تخريب الخدمة المدنية، بدلا من ان يكون من الناشطين فى اصلاحها وتقويم اعوجاجها، فقد كنا نظن (وبعض الظن اثم)، ان عرمان وبما أبداه مؤخرا من سعة أفق وطني وبعد نظر ونضج سياسي، سيكون أحد أهم بناة السودان الجديد بعد ثورة ديسمبر الباسلة والتي لولاها لما كان ممكنا لعرمان ان يكون له مجرد وجود فيزيائي داخل بلاده دعك من ان يكون من الفاعلين فيها، ولكن للأسف خاب عشمنا فيه، اذ بعرمان الذي حمدنا له نأيه عن الولوغ فى مستنقع المحاصصات الوظيفية بامتناعه عن قبول أي منصب، يسعى بنفسه بل وينجح في ايجاد وظيفة تعويضية بديلة لسكرتيره، وليتها كانت وظيفة محاصصة سياسية مثل تلك التي نالها شركاء سلام جوبا، فلو كانت كذلك لصمتنا وقلنا ما اشبه محاصصات الفترة الانتقالية بمحاصصات النظام البائد، ولكنها للخيبة كانت من الوظائف المهنية التنفيذية الفنية التي لم يجرؤ حتى النظام البائد رغم افساده للخدمة المدنية لاخضاعها لآلية التحاصص وقسمة الغنائم..كما يسؤونا جدا ان يصبح حمدوك رئيس الوزراء مجرد بصمجي ومحولجي، لا يفعل شيئا في بعض القرارات، سوى ان يضع تحتها اسمه ورسمه دون تدبر أو تفكر فيها، بل يمررها للتنفيذ..
ففي الانباء المحبطة ان السيد رئيس الوزراء عبدالله حمدوك عين بموجب قرار اصدره مطلع الشهر الجاري، سكرتير السيد ياسر عرمان وكيلا أولا لوزارة الحكم الاتحادي، والمؤكد ان حمدوك لم يصدر هذا القرار من تلقاء نفسه وبمحض ارادته، وانما جاءه جاهزا ليضع عليه توقيعه فقط ، وهذا ما فعله بغشامة يحسد عليها، والمؤكد أيضا ان مصدر القرار الفعلي هو السيد ياسر عرمان بالتواطؤ مع رفيقته فى الحركة الشعبية بثينة دينار وزير الحكم الاتحادي، ولكن للأسف المخزي أن لا عرمان ولا دينار انتبها لسؤ ما فعلا، اذ كان بامكانهما ايجاد وظيفة تعويضية اخرى لرفيقهما في الحركة وفي ذات الوزارة غير وظيفة الوكيل، على طريقة النظام البائد الذي كان اكثر ذكاء من حمدوك وعرمان وبثينة دينار، فحين أراد النظام البائد مكافأة الزعيم القبلي موسى هلال حين كانا (سمن على عسل) عينه مستشارا بالوزارة، كما اذكر ايضا انه عندما فكر في ايجاد وظيفة لأحد كوادره الضعيفة خبرة وتأهيلا ليعتاش منها عينه وزير دولة بالوزارة، وهذا ما كان متاحا للثلاثي بدلا من ضرب الوزارة فى مقتل بتعيين من لا تأهيل له يذكر ولا معرفة ولا خبرة في منصب يعد بكل المقاييس منصب فني تنفيذي مهني لا يحتمل المحاصصة والترضيات السياسية، وانما يرتقي اليه اهل التخصص والخبرة العملية التراكمية بالبذل والعطاء والتميز، فرجاء أيها الثلاثي (حمدوك وعرمان وبثينة دينار) ابحثوا ل(زولكم) عن وظيفة أخرى غير وظيفة الوكيل حتى لا تضروا بالاثنين معا، (زولكم) والوزارة، خاصة وان الوزارة على اعتاب عقد مؤتمر الحكم والادارة، و(زولكم) لا يفقه لا فى الحكم ولا الادارة، ولا اظنه كان قبل هذا التعيين يعرف موقع الوزارة، وانما ينظر للوظيفة التي جاءته على طبق من ذهب على غرار (قام من نومه (النضالي) لقى كومه)، على انها رزق ساقه اليه حمدوك وعرمان ودينار، فهناك متسع فى ارزاق اخرى له يصيب منها الوجاهة والمال باكثر كثيرا مما قد يصيبه من منصب الوكيل..ولله الأمر من قبل ومن بعد..ولا حول ولا قوة الا بالله..ويا لفجيعة شباب الثورة الذين ركبوا الصعاب وكان نصيب عشرات الشهداء منهم كفن من طرف السوق، فى الوقت الذى ركب فيه البعض البحر فرارا من هجير الوطن ليعودوا اليه بعد ان هبت نسائم الثورة ليجنوا ما يحسبونه غنائم ولكن هيهات..

حيدر المكاشفي
صحيفة الجريدة

Exit mobile version