العم حسن أحمد مضوى والعمة فاطمة عرمان والحركة النسوية

أمضيت أمتع عيد في حياتي بعد غياب عن عشرات الأعياد في هذا الجزء العزيز من إنتمائي الوطني، فقد أمضيت العيد برفقة أخي الدكتور فتاح عرمان في الجزيرة.. التقيت بالمئات من أهلنا ومعارفنا وأصدقائنا وبالسودانيين جميعا الذين تضمهم الجزيرة.

وجدت الناس يعانون من الفقر الذي يداونه بالكرم والوعي والأخلاق النبيلة، والتقيت بالشباب والشابات الناهضين صباحا والذين لم تنطلي عليهم دعاية المؤتمر الوطني بمحاولته تشويه صورتي، ووجدت هؤلاء الشباب يتذكرون أشياء قلتها منذ سنوات لا زالت عالقة في ذاكرتهم. كان عيدا منعشا مع أناس قال عنهم الطيب صالح: “إنهم إذا ضحكوا أستغفروا الله”.

كنا برفقة والدي الأستاذ الجليل سعيد عرمان وعمي الأستاذ الجليل عطا عرمان واخوتي مجيب وعطا والعم عثمان محمد الأمين الذي يذكرني دائما بأن لا اناديه بعمي فهو في الحسبة أخي، ولكن لفارق العمر بيننا لا أنادية إلا بعم عثمان، وكان بمعيتنا ايضا أزهري عثمان.
ذهبنا إلى طابت وتنوب والمريبيعة والكتير ووادي شعير وفرع أبو الحسن وصراصر . وجدنا سعيد الحسين يمتد أحفاده إلى نحو ١٧ قرية ومدينة في الجزيرة، وتحتاج إلى برمجة حتي نصلها جميعها.
في الصورة عمي حسن أحمد مضوي ذلك الإنسان الشهم والكريم الذي تزوج من عمتي فاطمة عرمان منذ عام ١٩٥٨، وحكي لي قصة زواجه الممتعة وارتباطه في الزيجة بنوط الإمتياز. وعمتي فاطمة عرمان إمراة فاضلة وكريمة رزقت بالبنين والأحفاد وتكن لها أسرتنا إحتراما كبيرا. وفي الصورة برفقة إبنتها حفصة.

سالت عمي حسن هل لديه صورة تذكارية مع عمتي فأجابني بان عمتي لا تاخذ الصور معه ولا تاكل معه في مائدة طعام واحدة منذ زواجهما وطلبت منه أن ناخذ هذه الصورة معا، وقلت له إن الحركات النسوية ربما تقف ضده إذا ابلغها بانه وعمتي لا يتناولان الطعام في مائدة واحدة، وضحك وأجابني بأن ذلك أتي من العادات والتقاليد والتنشئة على أيامهم ولم يفرض على نساء ذلك الزمان. وإن الحياة قد تغيرت لمصلحة الجيل الجديد من النساء.

إن الجزيرة ومشروعها أصبح كما مهملا مع وجود آلاف الشباب من الخريجين الذين لا يجدون عملا، وإن الجزيرة اليوم تضع كل آمالها في سلة الثورة ولا ترضي أن تتحول إلى سلة المهملات. وقد التقيت بلجان المقاومة وتأكد لي إن هنالك روحا جديدة وثابة نحو المستقبل، وإن الجزيزة التي لطالما حملت السودان فوق أكتافها تحتاج أن توضع في قائمة الأولويات لإعادة وجه الريف المنتج وأن تحل قضايا العمال الزراعيين في الكنابى وأن تبني مجتمع متجانس يسع الكل، فتنوع ولاية الجزيرة من تنوع السودان.

إن مدن الجزيرة احتضرت حينما احتضر مشروع الجزيرة، فالمغول تموت جيوشهم حينما تموت جيادهم فالمشروع هو جواد السودان كرما وايادي بيضاء امتدت للاقتصاد الوطني لعقود ويجب أن يمتد الإقتصاد الوطني بيد بيضاء للمشروع حتي يعود ريفه ومدنه للإنتاج والشمس المشرقة.

ياسر عرمان
صحيفة التخرير

Exit mobile version