السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته، تقّبل الله منّا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال، وجنب بلادنا الفتن ما ظهر منها وما بطن وسائر بلاد المسلمين.
– نترحم اليوم علي نفر كريم قضوا في ذكري إحياء “إعتصام القيادة”، ونسأل المولي عزّ وجل أن يتقبلهم مع الصديقين والصالحين في جناته جنات النعيم، وعاجل الشفاء للجرحي، و تؤكد القوات المسلحة تعاونها التام مع الجهات العدلية لمعرفة المتسببين والمتورطين في هذه الأحداث المؤسفة.
– ولكن ! إبحث عن المستفيد تعثر علي الجاني، هل من مصلحة القوات المسلحة أن تفضّ إعتصاماً سلمياً كان قد بدأ بالتفرق أصلاً ولم يشكّل أي خطر علي الأمن أو السلامة؟ هل من مصلحة القوات المسلحة إذكاء نار الفتنة وحشد الرأي العام ضدها وهي تواجه عدوان خارجي من دولة تحاربنا علي أرضنا ونحن في حاجة إلي توحيد الجبهة الداخلية؟ وهل من مصلحة القوات المسلحة وهي كانت قد أمّنت محيط القيادة العامة جيداً، ولم يصل المتظاهرون إلي أسوار القيادة في أن تستخدم زخيرة حيّة لتفريق تجمع سلمي؟.
– من من مصلحته أن تعيش البلد في حالة إضطرابات ودوامة قتل؟ وهل إذا إفترضنا جدلاً الأكاذيب التي تروج أن الجيش يريد أن يستفرد بالحكم، هل من مصلحته أن يقتل ويحشد الرأي العام ضده؟ وهل من مصلحة الجيش – إن أراد الحكم – أن يعكس صورة للعالم الخارجي أنه يقتل متظاهرين سلميين جوار أسوار قيادته العامة؟ من من مصلحته الدفع لصدام بين الشعب وجيشه وتفكيك اللحمة الوطنية وزرع الفتن القبلية ومحاولات تشويه صورة البلاد خارجياً؟
– هو مخطط كبير كنّا ولا زلنا نحذر منه، ونحذر من الإنقياد خلفه، ونشر الأخبار التي من شأنها أن تفتك بالنسيج المجتمعي وتزعزع الجبهة الداخلية وتلفيق التهم جزافاً دون تريث أو إنتظار الجهات العدلية، كل ذلك ومازال حبل المؤامرات ضد البلاد علي الجرار، ومازالت جهات وكيانات تسعي وبكل جهدها وكامل طاقتها إلي أن تتحول البلاد إلي ساحات قتال مفتوح تسيل فيها الدماء الشعب وخلق عداوات بين الشعب وقواه الأمنية والعسكرية، وهو هدف أول ما يرمي إليه هو تحويل أنظار الدولة من تحرير ترابها الوطني إلي التقوقع داخل أزمات داخلية ترهق كاهل المواطن وكاهل الدولة في صراعات عبثية يسهل من خلالها تفكيك الدولة وتدمير قواها الصلبة.
– ختاماً، تتعهد القوات المسلحة بالتحقيق الجاد في هذه الحادثة وتؤكد تعاونها التام مع جهات الإختصاص، وتؤكد لشعبها أنه لن يؤت من قبلها أبداً مهما روجّ العملاء ومهما سعي المفتون إلي شق صفّ الوحدة الوطنية، ومهما تاجر بقضايا الشعب المتاجرون وكانت وستظل القوات المسلحة هي الدرع الحصين ضد كل المؤامرات والفتن، ولن تنحني يوماً في وجه المكائد مهما علا خطرها، ولن تنسحب قيد أنملة عن واجبها في حماية الأرض، فالجنة والخلود لشهداء الوطن جميعاً، وعاجل الشفاء للجرحي، والعزة والمنعة للسودان، والخزي والعار للجبناء الخونة، والهزيمة والدمار للعدوان.
أسد البراري