كل يوم يمر ويزيد على مجزرة فض الاعتصام ، يقابله تهاوي وتناقص وتساقط للثقة في لجنة نبيل أديب ، التي تعمل بطريقة مريبة يحيط بها الشك من كل جانب ، ولن تشفع لأديب تصريحاته (المبرمجة) التي يخرج فيها كلماشعر بتململ الشارع ، ولو اعلن اديب غداً اسماء المجرمين على الهواء مباشرة ، فذا لن يعفيه من انه المسئوول عن هذا التراخي والتلكؤ في سير عملية التحقيق ، ذلك التأخير الذي تريده جهات بعينها لطمس كثير من الحقائق وهو الذي يسقط ايضا كثيرا من الحقائق القيمة والمفيدة التي ربما تخدم اللجنة في الحصول على ادلة دامغة تدين بها الذين ارتكبوا مجزرة القيادة .
وسارع نبيل اديب بنفي تصريح نسب اليه انه حذر فيه من أن نتيجة التحقيق، قد تؤدي إلى انقلاب عسكري، أو اضطرابات جماهيرية، موضحا بأن الحديث الذي تم تداوله مبتور وغير صحيح ، والصحيح فعلاً ان توجيه اتهام لبعض قيادات الحكم في السودان قد يحدث ضجة ، ولكن ابعاد الاتهام عنهم يخلق نتائجه أكبر ، ولكن هل سيصمت اديب الى الأبد خوفا من هذه التوقعات ، وهل يمكن ان لاتفصح اللجنة عن النتائج الا بعد انقضاء الفترة الانتقالية حتى تنأى بنفسها من ردة فعل الشارع.
وتقول الاخبار ان رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان مثل أمام اللجنة المستقلة للتحقيق في فض اعتصام القيادة العامة وان التحقيق مع البرهان تم بالقصر الجمهوري واستمر لساعتين، وقال اديب ان البرهان كان متعاوناً مع اللجنة ووصف أديب، الإفادات التي أدلى بها رئيس مجلس السيادة، بالمهمة، موضحاً أن الاستجواب استغرق ساعتين كاملتين ، وقال أديب إن البرهان أجاب على كل التساؤلات المطروحة بشان عملية فض الاعتصام بشفافية وصراحة، وأن الإفادات التي أدلى بها في سير القضية مهمة، وتعد من الأسرار، و أضاف قائلاً: لن نبوح بها لأحد.
والحقيقة ان لجنة اديب هي التي مثلت امام البرهان و ماذا كان سيفعل إن لم يكن متعاونا في تحقيق شكلي لاقيمة له ، لايخرج من كونه زيارة للجنة الى مكتب البرهان وهل قيمة التحقيق بمدته وطول ساعاته فمن يستطيع ان يحدد هذه القيمة في (اجتماع مغلق ) بين اديب والبرهان ، فنبيل اديب بدأت ( انبراشته ) للبرهان واضحة عندما تم ذلك بمكتب الاخير ، فما الذي يمنع اللجنة ان تستدعي البرهان ، ويمثل امامها وهو الذي تحوم حوله شبهة إتهام ، كما انه المسئوول الاول ان كان الآمر بفض الاعتصام او الشريك او المخطط او انه قائد الجيش وان الشهداء ماتوا امام عتبة داره ، ومعلوم انه في اي تحقيق جنائي ان حدثت جريمة في منزلك انت المتهم الأول الي ان يوجد دليل اقوى يبعد عنك الاتهام.
كما ان اديب ما تذكر البرهان إلا بعد عامين وهذا اكبر دليل على ان اللجنة الموقرة لجنة شكلية وصورية نُصب فيها اديب ليمارس على الناس لعبة ( الغميده ) فكلما شعر نبيل اديب انه مخنوق بحبل التساؤلات خرج للناس بسيناريو باهت ، فماذا يفيدنا ان تعاون البرهان او ان تقضي معه اللجنة ساعتين بمكتبه فالجميع يريد نتائج مهما كان وقعها على الشارع المهم ان ينتهي (مسلسل اديب ) حتى تعرف أسر الشهداء مصيرها ، فهي التي ادركت مقدما ماينوي عليه اديب واتجهت الى العدالة الدولية .
فالتحقيق مع الفريق عبد الفالح البرهان ماهو الا خطوة استباقية لذكرى فض الاعتصام في ٢٩ رمضان ، لذلك من المتوقع ان تكون أُعدت العدة لهذه الخطوة جيدا لالهاء الشارع ، وتتداول المواقع هذا الخبر الذي لاقيمة له، والغريب ان نبيل يقول انه لن يبوح بكلمة واحدة ويفوت على اديب انه لا أحد كان يتعشم في ان ينطق بكلمة ، فالرجل ما وضع في هذا المنصب ليتحدث هذه حقيقة يدركها الشارع وأسر الشهداء والثوار ، كما انه ايضا يجهل ان الناس تتمتع بوعي اكبر مما يجعلها تصفق لمثل هذه المشاهد والعروض من مسرحية (ركيكة ) الإخراج .
طيف أخير :
ودم الشهيد بكم أم مازال السؤال ممنوع ؟؟
***********
صباح محمد الحسن
صحيفة الجريدة