من الذي يدير الدولة ؟
بحجة رفع الدعم إزداد سعر لتر البنزين من 6.5 إلي 28 ثم إلي 120 ..و 133 جنيه.. وفي غضون (48 ساعة) يرتفع إلي ما فوق 200 جنيه .. وبنفس الكيفية زاد سعر الجازولين ..والغاز موعود بالزيادة ..
والعيشة من جنيه،إلي 2 جنيه،ثم 5 جنيهات ..و25 جنيه ..ومع الزيادة في السعر نقص الوزن..
وزادت أسعار الكهرباء بنسبة 500%،وتم تخفيض قيمة الجنيه بنسبة 85% ..
وبناء على ما جري ارتفعت أسعار السلع،والنقل وتكاليف الإنتاج ،والاقتصاد الآن في (فتيل).
ومن يدير الإقتصاد!! وكيف صدرت هذه القرارات ..الإجابة تفهم في سياق البعثات (الفنية) للصندوق والبنك الدولي المتحكمة في القرار الاقتصادي .
ومن جلبتهم الثورة لكرسي الحكم،صاروا موظفين وموظفات لدي الصندوق والبنك الدولي ..لا يحسبون أي حساب للبلد ولا للناس .
ولو سألناهم إلي أين يساق الإقتصاد،وكيف سيعيش الناس ،ومتي تنتهي المعاناة !! فإن هذه الأسئلة لا تدخل ضمن (وصفة) البنك الدولي ..وبالتالي فهم غير معنيين بها ..
والآن هم يهتمون فقط بما (يسعد) الصندوق الدولي حتي لو أدي ذلك (لتعاسة) المواطن السوداني.
وسعادة الصندوق الدولي لن تكتمل إلا بسعر مليوني للجازولين والبنزين ..العاجبو عاجبو والماعاجبو يحلق حاجبو ..
وقل لي ماذا فعل التضخم والغلاء بخلاف تجويع الناس ..
إنتهت الخدمة المدنية إلي غير رجعة نظرا لضعف الموازنات بسبب انهيار الجنيه،ولا مشروعات تنمية ولا تسيير،ولاحتى وقود ..وعندما تنتهي الخدمة المدنية بسبب (الصندوق الدولي)،يقترح الصندوق (تأهيلها) بموجب قرض من (الصندوق) تنفذه شركة امريكانية (تبع الصندوق)..وهكذا يستفيد الصندوق وشركته من القرض،ويتحمل السودان عبء الدين والفوائد .
والتضخم زاد تكاليف الزراعة والصناعة،ومعظم المصانع متوقفة ..إما بسبب ارتفاع التكاليف أو نقص الكهرباء والوقود ..وتكلفة انتاج القمح باهظة وكذا كل المنتجات الزراعية ..وهذا بدوره سيؤدي لدورة جديدة من التضخم والغلاء ..وسيضعف الصادرات ويزيد من عجز الميزان التجاري ..
وبعيدا عن الاقتصاد ..قريبا من (الأمن) فإننا نسأل عن الذي وضع مسودة القانون (الأمني) ..والذي وضع قانون نقابات (المشأة) ..وعن الذي وضع لائحة مجلس شركاء الحكم ..وعن الذي وضع قانون الشراكة مع القطاع الخاص..وعن الذي كتب خطاب النوايا مع الصندوق الدولي ..وعن وعن …
والإتهام هنا يطال الجميع ..لأن (المتهمين) أعلاه يريدون دفن الثورة بناء على رغبة أطراف داخلية وخارجية ..
والعقدة لا زالت في المنشار ..طالما أن (الطلقة التي ندفع فيها ثمن الكسرة والدواء..لا تقتل الأعداء ..لكنها تقتلنا إن رفعنا صوتنا جهارا ..تقتلنا وتقتل الصغارا ) ..
أ. كمال كرار
٢٨ أبريل ٢٠٢١م