نقص في الأكسجين حذرت منه وزارة الصحة بولاية الجزيرة خوفاً من أن يقود إلى أوضاع قد تكون كارثية إذا لم يتوفر إمداد مستمر منه لمراكز العزل مع تزايد عدد حالات الإصابة بكوفيد19 وشح في الأدوية وبالأخص أدوية التخدير فضلاً عن قصور في الميزانيات وغياب الإرادة للمراجعة والإصلاح ما أفضى إلى مزيد من تراجع القطاع الصحي، وحال دون تطوير المنظومة الصحية بالولاية خاصة والبلاد عامة وسط دعوات شعبية لإصلاح القطاع مع استمرار تمدد الموجة الثانية لجائحة كورونا التي كشفت المستور لواقع قطاع يثير قلقاً كبيراً على المستويين الشعبي والرسمي.
ناقوس الخطر لجنة أطباء السودان المركزية “مركزية” ولجنة أطباء ولاية الجزيرة “فرعية” مستشفيات ودمدني، رسمت صورة قاتمة لواقع مراكز عزل متابعة لمرضي كوفيد طبقا لبيان صادر من المركزية في 11 إبريل الماضي، حيث أوضحت أن مراكز العزل تعاني من النقص الحاد في توفير الأكسجين إضافة إلى النقص الحاد في توفير الأدوية اللازمة فضلاً عن عدم تأهيل مركز عزل الحالات المشتبهة بالشكل المناسب وتعطل بعض أجهزة التنفس الصناعي وبعض الأجهزة الطبية المهمة في مركز عزل الحالات الحرجة بجانب عدم وجود كوادر تنظيم وحماية في مركز عزل الحالات المشتبهة مما يجعل دخول المرافقين وخروجهم أحد مصادر انتشار المرض والنقص في توفير وسائل حماية الكادر الطبي من جونتيات وكمامات ولبس كامل وعدم توفير الوجبات اللازمة للكوادر العاملة وجبتين فقط خلال 24 ساعة مع عدم توفير أي من الوجبات للمرضى وعدم توفير الحوافز المالية المناسبة للكوادر العاملة إضافة إلي عدم استقرار الإمداد الكهربائي لمراكز العزل وعدم توفير الوقود الكافي لمولدات الكهرباء.
وأوضح البيان أن نتاج هذه المشكلات المتعددة تناقص عدد الكوادر العاملة للحد الأدني الذي يتم به متابعة المرضي واعتبر البيان أن التعامل غير الجاد من قبل الوزارة وحكومة الولاية لمشاكل مراكز العزل استهتار واضح بروح ضحيته المواطن السوداني وشدد البيان على ضرورة معالجة تلك المشكلات بمراكز العزل فوراً وبصورة عاجلة.
إحصائيات رسمية
كشفت إحصائية وزارة الصحة بولاية الجزيرة عن ارتفاع معدلات الإصابة بكورونا بتسجيل 7 حالات إصابة جديدة بتاريخ 14 إبريل الجاري وعدد اثنين حالات وفاة وشفاء 32 شخصاً.
وتشير الإحصائيات للتقرير الوبائي التراكمي للفترة من 22 أكتوبر من العام الماضي وحتى منتصف إبريل الجاري الى أن حالات الاشتباه قفزت إلى 3051 وبلغ تراكمي الحالات الموجبة 1478 ووصل عدد الوفيات إلى 310 والشفاء التراكمي إلى 1016.
وتوجد بولاية الجزيرة أربعة مراكز للعزل ثلاثة منها في الخدمة تضم 50 مريضاً بينهم 17 بمركز المايتسوما للحالات الحرجة و27 حالة في العزل الوسيط بمستشفى ودمدني وست حالات بمركز عزل المناقل.
الصحة على الخط
من جانبها أقرت وزارة الصحة بولاية الجزيرة بوجود مشكلات اعتبرتها كبيرة بمراكز العزل تمثل هاجساً مؤرقاً للوزارة بحسب د. أحمد المصطفى شيخ إدريس مدير عام الوزارة، موضحاً بأن الكوادر الطبية التي تقف علي مراكز العزل لأجل إنقاذ مرضى كورونا تعمل في ظروف صعبة ومعقدة من حيث شح الأدوية والأكسجين وبالأخص أدوية التخدير، معتبراً أن مطالب الكوادر الطبية هي مطالب مشروعة واجبة التنفيذ، مؤكداً استجابة الوزارة لعدد من المطالب التي حوتها المذكرة بنسبة كبيرة، وشدد على ضرورة اﻠﻤﺴﺎﻫﻤﺔ في ﺩﻋﻢ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﻌﺰﻝ التي تحتاج للمزيد من الدعم في ظل هذه الظروف وذلك لمقابلة احتياجات ﺍﻟﻤﺮضى موضحاً ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﻷﻛﺴﺠﻴﻦ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ (4.500) ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺟﻨﻴﻪ شهرياً ﻭكذلك وجبة ﺭﻣﻀﺎﻥ التي قدرت ﺑﺤﻮﺍﻟﻲ (4.500) مليون جنيه والاستحقاق ﺍﻟﺸﻬﺮﻱ للعاملين ﺏـ(12)مليون جنيه .
وأشار شيخ إدريس إلى أن ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ يحتاج ﻟﺤﻮﺍﻟﻲ 5 أﺳﻄﻮﺍﻧﺎﺕ ﺃﻛﺴﺠﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ الواحد تقريباً سعر ﺍلأﺳﻄﻮﺍﻧﺔ(850)جنيهاً ﺑﺪﻻً ﻋﻦ ﺳﻌﺮﻫﺎ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ( 250) جنيهاً . ونوه إلى أن مراكز العزل ﺷﻬﺪﺕ ﻓﺠﻮﺓ كبيرة من ﺍﻷﻛﺴﺠﻴﻦ ﺗﻢ ﺗﻐﻄﻴﺘﻬﺎ من السوق العام ﺑﺴﻌﺮ (4) آلاﻒ ﺟﻨﻴﻪ للأﺳﻄﻮﺍﻧﺔ .
وطالب شيخ إدريس وزارة الصحة الاتحادية وﺍﻟﺨﻴﺮﻳﻴﻦ بتقديم ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﻟﻠﻤﺮضى إضافة لتوفير المواد البترولية لوسائل النقل وربط المركز بالخط الساخن للكهرباء.
صحيفة السوداني