الولايات المتحدة تدرس تخفيض النيكوتين في السجائر إلى مستويات غير مسببة للإدمان

تؤكد مصادر مطلعة أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تدرس إصدار قرار يطالب شركات التبغ بخفض نسبة النيكوتين في جميع السجائر المباعة في الولايات المتحدة إلى مستويات تجعلها غير مسبّبة للإدمان، ويتزامن ذلك مع اقتراب موعد القرار النهائي بشأن حظر سجائر المنثول.

وفي تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” (The Wall Street Journal)‏ الأميركية، تقول الكابتة جينيفر مالوني إن إدارة الغذاء والدواء الأميركية تستعد لتقديم ردّها في المحكمة يوم 29 أبريل/نيسان الجاري على التماس قدّمه عدد من المواطنين من أجل حظر سجائر المنثول (زيت النعناع)، ويعتبر نوعا من الكحول الثانوي. ولم يقدّم البيت الأبيض وإدارة الغذاء والدواء الأميركية أي تعليقات بهذا الشأن.

وتقوم سياسة الحد من النيكوتين -وهي قيد الدراسة حاليا- على خفض المادة الكيميائية في السجائر إلى مستويات لا تسبب الإدمان، أو تسبّب الحد الأدنى منه، بهدف مساعدة ملايين المدخنين على الإقلاع عن التدخين أو استعمال بدائل أقل ضررا مثل علكة النيكوتين أو السجائر الإلكترونية، بينما يهدف حظر سجائر المنثول إلى الحد من ظاهرة التدخين المبكّر بين الشباب، لكن تطبيق مثل هذه القرارات قد يستغرق سنوات، ومن المرجح أن يواجه تحديات قانونية، وفقا للكاتبة.

وكانت نيوزيلندا قد اقترحت الأسبوع الماضي خفض مستويات النيكوتين في السجائر بمستويات عالية ورفع السن القانونية للتدخين، في إطار سياسة تهدف إلى الحد من أعداد المدخنين في البلاد.

معركة قانونية
وفقا لإدارة الغذاء والدواء الأميركية، لا يسبب النيكوتين في حد ذاته مرض السرطان أو أمراض القلب أو أمراض الرئة، لكنه يؤدي إلى الإدمان على السجائر التي تتسبّب بوفاة 480 ألف شخص في الولايات المتحدة سنويا.

وعلى خلفية التقارير بخصوص القرارات التي قد تتخذها إدارة بايدن، تراجعت أسهم مجموعة ألتريا (Altria Group)، الشركة المصنعة لسجائر مارلبورو (Marlboro)، بأكثر من 6% بعد ظهر يوم الاثنين.

في هذا السياق، صرّح متحدّث باسم الشركة بأن “أي إجراء تتخذه إدارة الغذاء والدواء يجب أن يستند إلى العلم والأدلة القطعية، ويجب أن يأخذ بعين الاعتبار العواقب المحتملة، بما في ذلك نمو سوق غير مشروعة والتأثير على مئات الآلاف من الوظائف في المزارع والمتاجر في جميع أنحاء البلاد”.

وقد أظهرت أبحاث ممولة من إدارة الغذاء والدواء، والمعاهد الوطنية للصحة، أنه عندما يتم الحد من نسبة النيكوتين في السجائر، يصبح المدخنون أكثر قدرة على الإقلاع عن النيكوتين، وأكثر إقبالا على العلاج والبدائل الأقل ضررا مثل السجائر الإلكترونية والعلكة، وذلك مقارنة بالمدخنين الذين استمروا في تدخين السجائر التي تحتوي على مستويات نيكوتين عادية.

وكان خفض نسبة النيكوتين في السجائر موضوع جدل داخل إدارة الغذاء والدواء منذ تسعينيات القرن الماضي، ومن الطرق المقترحة لتحقيق ذلك استخدام نباتات التبغ المعدلة وراثيا أو استخراج النيكوتين من الأوراق خلال عملية التصنيع.

وفي عام 2009، منح قانون مكافحة التبغ لإدارة الغذاء والدواء الأميركية صلاحية فرض تخفيض نسبة النيكوتين في السجائر، لكن بشرط أن يستند ذلك إلى أدلة علمية.

خطورة المنثول
وقد حظر قانون مكافحة التبغ إضافة نكهة الحلوى والفواكه والتوابل إلى السجائر بسبب خطورة ذلك على الأطفال، لكنه لم يحسم الأمر بالنسبة للمنثول. وأكد القانون أن إدارة الغذاء والدواء لا يمكنها حظر المنثول إلا إذا تمكنت من إثبات أن الحظر يشكل فائدة واضحة للصحة العامة، مع الأخذ بعين الاعتبار العواقب المحتملة، مثل ظهور سوق غير مشروع. ومنذ ذلك الحين، تعمل الإدارة على التغلب على هذه العقبة من خلال تمويل أبحاث حول مخاطر المنثول.

وفي عام 2013، خلصت إدارة الغذاء والدواء إلى أن المنثول قد يشكل خطرا صحيا أكبر من السجائر العادية لكنها قالت إن من الصعب الإقلاع عنه، إذ أكد مسؤولو الصحة في الإدارة -من خلال الأبحاث- أن المنثول يخفف من تهيج الحلق الناجم عن تدخين هذا النوع من السجائر، مما يجعل الشباب أكثر إقبالا عليها.

الجزيرة

Exit mobile version