عزيزي القارئ رمضان مبارك عليك …تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام و جعل هذا الشهر فرصة للوقوف مع النفس و مراجعة المواقف و غسل الذنوب و تحقيق آيات من التسامح و التغافل و التجاوز و المصالحة مع الذات .
أعتذر عن توقف مقالاتي في الفترة الماضية وشكراً لكل من سأل عنها وأفتقدها فقد كنت أعاني من وعكة صحية ألزمتني سرير المرض فيما صنفت بأنها اشتباه بحالة كورونا .
أعود و أقول أن حال الشعب السوداني هذه الأيام يذكرني بالقصة الشهيرة للماعز الجبلي الذي يقود قطيعاً من الأغنام ، زعيم الماعز ذاك لا يملك أية مؤهلات للقيادة غير أن لديه قرنان ضخمان وُثغاءً عالي .
يسير القائد متقدماً قطيع الماعز و الماعز تسير خلفه بإنتظام يتحرك بهم في منحدرات خطرة و طرق وعرة و معاصي زلقة ، والماعز تسير خلفه لا تملك من أمر نفسها شيئاً ، لا تتوقف ولا تنظر يميناً ولا تنظر شمالاً ، هي لا تعدو أن تكون أجساداً من غير فكر ولا روح ولا تملك لنفسها مساراً او مخرجاً
أو رؤية .
ذلك الماعز الجبلي وقف على أعلى قمة جبل و نظر الى أسفل ثم قرر القفز في تلك الهاوية السحيقة وهو يعتقد أن قرنيه سيساعدانه على النجاة ، فدك عنقه وانكسرت قرناه .
المشكلة ليست هنا… المشكلة أن بقية القطيع قام بمحاكاة الماعز والقفز خلفه ، وكان نصيبهم جميعاً الهلاك و الفناء .
إننا و كشعب سوداني ما لم نغادر مربع القطيع هذا ، مالم ننظر الى أنفسنا اولاً و إلى أين نقف ، مالم تكن لكل واحد منا رؤية و تقييم و مراجعه لما يجري حولنا ، ما لم نخرج من دائرة الصراع و ننظر من خارج الصندوق لنرى موقعنا جيداً و ندرك لعبة خيوط مسرح العرائس التي تدور حولنا ، مالم يحدث
ذلك سنكون عبارة عن قطيع يقوده ماعز جبلي للهلاك .
عزيزي القاريء لتستطيع معرفة الإتجاه الصحيح و حتى لا تفقد البوصلة أنظر في كل قضية حولك إلى مصلحة وطنك ، اجعل شعارك و أنت تفكر دوماً السودان أولاً ، السودان ولا شيء غير السودان .
ثم أنظر الى أين يقف السياسيون .. ؟ تابع التصريحات ثم تابع القرارات ثم حلل المواقف ، ثم أنظر أين مصلحة الوطن في كل ما يحدث حولنا ..!
يؤسفني أن أبلغك عزيزي القاريء أني لم أجد في مواقف العسكر ولا المدنيين. ولا شركاء الحكم ولا الحركات المسلحة ولا التحالفات والمسارات ، لم أجد منهم من يتنفس حب السودان ، لم أشاهد أو ألمس ما يعزز لدي أن ولاءهم الأول والأخير لهذا الوطن.
خارج السور :
ليس المهم أن ندرك أن السياسيين في السودان لا يهمهم الوطن ، ولكن الأهم أن لا نكون قطيع …!!
صحيفة الانتباهة