• من أسرار الأيام الأخيرة للرئيس البشير في كرسي السلطة بالسودان تلك الزيارة الغامضة والغريبة للرئيس التشادي إدريس ديبي إلي الخرطوم .. هبطت طائرة ديبي أرض مطار الخرطوم في زيارة بدت يومها بلا عنوان ولم يجد الإعلام الرسمي غير تعليبها في لغته الجامدة والمتكلسة عندما وصف وصول ديبي بأنه في إطار توثيق العلاقات الثنائية بين البلدين والتأكيد علي تطويرها مع بحث الملفات ذات الصلة بين الخرطوم وإنجمينا .. وهو مالم يكن صحيحاً من أي وجهة لأن ديبي في زيارته تلك لم يتطرق لأي قضية أو ملف ذي صلة بعلاقات البلدين .. كان هدف الزيارة واحداً .. وواضحاً ومحدداً وتم التداول حوله في الصالة الرئاسية بالجناح المخصص للرحلات السيادية بمطار الخرطوم .. وغادر بعدها الرئيس التشادي الراحل الخرطوم عائداً إلي بلاده بعد أن أكمل أخطر رحلة من رحلاته إلي السودان وأقلها وقتاً .. وتفاصيل !!
• عقب سقوط الإنقاذ نشر موقع (بلاك أجندة ) وهوموقع متخصص تعمل به وتعد تقاريره عالية الدقة والموثوقية مجموعة من رجال الإستخبارات والأجهزة الأمنية من عدة دول ، نشر هذا الموقع تقريراً تفصيلياً عن أدق أسرار كواليس الثورة التي أطاحت عهد الرئيس السوداني البشير .. ومن تلك الأسرار أسباب الزيارة الخاطفة للرئيس إدريس ديبي إلي الخرطوم ومقابلته البشير ثم عودته عاجلاً إلي بلاده ..قال معدو التقرير إن الرئيس التشادي نقل للبشير رسالة مختصرة مفادها أن عليه الموافقة العاجلة علي تطبيع العلاقات السودانية إسرائيل .. وأن المطلوب منه تسجيل زيارة سرية إلي تل أبيب وستكون بعيدة عن أجهزة الصحافة والإعلام ..
• كانت زيارة دبي للخرطوم في أيام تصاعد الإحتجاجات المطالبة بسقوط البشير وتشديد الخناق علي حكومته وحزبها السياسي .. ومما قاله ديبي للبشير في زيارته تلك إن إسرائيل ستعمل مع أصدقائها في المنطقة علي إخماد نار الثورة الشعبية وستتخذ معهم تدابير عاجلة لمنع سقوط النظام ..
• قال البشير يومها لديبي : لا .. لن أزور تل أبيب سراً أو جهراً .. ولن أعقد أي صفقة تضع يدي في يد أي مسؤول إسرائيلي ..
• قال ديبي للبشير : إذن لن يتركوك .. وسيسقط نظام حكمك ..
• عاد ديبي إلي بلاده .. وجلس البشير في مقر إقامته بالقيادة العامة لقوات الشعب المسلحة ولم يكن يظن مطلقاً أن الخيانة ستأتيه من داخل الصندوق القتالي .. وبين مصدقٍ .. ومكذب جاءته مجموعة من ضباط لجنته الأمنية ينقلون له خبر خلعه من كرسي السلطة !!
• لم يكن إدريس ديبي يظن أن خروجه إلي منطقة نكونو المكشوفة سيكون آخر فصول كتاب عهده في دولة تشاد ..سقط الرجل مضرجاً بدمائه .. لفظ أنفاسه الأخيرة .. وقبل الإعلان الرسمي لخبر مقتله تم ترتيب بيت السلطة بطريقة غير متعجلة وغير متأثرة بالغياب المفاجئ للرجل الذي حكم تشاد مدة 31 عاماً ..
• لن تطول المدة .. وستكشف الأيام أسرار اللحظات الأخيرة لإدريس ديبي . ستتكشف خفايا تؤكد أن إسرائيل التي قالت إن إدريس ديبي رجل شجاع وهو حليفها القوي في أفريقيا ، لم تحرك إصبعاً لدعمه في ساعة عسرته ..
• لن يطول الوقت .. وسيتم الكشف عن الجهة التي أطلقت الرصاصة الأخيرة علي إدريس ديبي داخل الصندوق في فيافي نكونو والتي شكلت نقطة التحول المذهل في إعادة خلط الأوراق وتشكيل معالم دولة ومنطقة ظلت علي الدوام محط أنظار ومطامع الذين يريدون فرض سيطرتهم ومطامعهم في السلطة والثروة بكل الطرق والأدوات الصدئة ..
عبد الماجد عبد الحميد