منذ عشرات السنين، وحتى وقت قريب لم يكن مستساغا في السودان أن تتحدث سيدة بكل هذا الاعتزاز عن أصولها اليهودية وقد تحللت من إرث عقود من الخوف طبعت حياة أجدادها.. يومها كانت النظرة للطائفة اليهودية ـ على صغرها ـ أقرب للمذمة منها للاعتزاز، دون أن يشفع لها التواجد منذ القدم على هذه الأرض.
يقول الباحثون: إنه في ذروة وجود اليهود بالسودان خلال أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، كان عددهم قرابة الألف نسمة، لكن هذا المجتمع تقلص بعد قيام إسرائيل عام 1948، وبحلول السبعينيات كان معظم اليهود قد غادروا البلاد، ولهذه الهجرة أسباب عديدة أبرزها المضايقات وضبابية المستقبل.
يستذكر أحفاد يهود السودان اليوم، كيف كان أجداهم يعيشون ضمن المجتمع السوداني المتعدد الديانات والأعراق في جو من التسامح في كل من الخرطوم وأم درمان وغيرها، قبل أن تسومهم السياسة سوء العداء خصوصا مع وصول الإسلاميين للسلطة، ومع ذلك يرى الأحفاد أن ”سودان الثورة“ يمكن أن يعيد إلى هذه الطائفة سيرتها الأولى، ويتيح لها حلم لم الشمل من جديد.
محاولة السلطات الانتقالية في السودان لملمت جراح الماضي؛ رفعت سقف الطموحات لدى القلة الباقية من يهود الداخل، والتي ترى في التطبيع مع إسرائيل فرصة، ولدى بعضهم رؤيته الخاصة لاستفادة السودان وشيء من الحنين لزيارة إسرائيل.
وبعد أكثر من نصف قرن، وبعد أن تفرقوا في مناكب الأرض، يرى السودانيون من ذوي الجذور اليهودية، أن ساعة الإنصاف قد دقت، وأن المتغيرات الحاصلة في البلاد فرصة للخروج إلى العلن واستعادة الحقوق.
إرم نيوز