عقول بنك السودان المتحجرة تدمر مشروع استقرار سعر الصرف

أحد الإخوان كلفني أن استلم له مبلغ مائة ريال تم تحويلها له باسمي من السعودية . تم التحويل يوم 14 أبريل عبر وسترن يونيون ، ذهبت إلى فرع عفراء يوم الخميس ، قيل لي يجب أن أحضر في الصباح الباكر لتسجيل اسمي أولا ، فقد إكتمل العدد المطلوب لذاك اليوم ، و علي العودة يوم السبت .

حضرت السبت حوالي السابعة صباحا ، سجلت اسمي في الرقم 30 . و يفترض أن يفتح البنك أبوابه عند التاسعة ، انتظرنا حتى الساعة الحادية عشرة ولم يشرفنا السادة الموظفون ، فعدنا ادراجنا بعد أن بلغ عددنا اكثر من 70 شخصا …
عدت إلى البنك صباح اليوم حوالي السابعة صباحا و كان ترتيبي هو الرقم 58 ، بدأ العمل في البنك حوالي العاشرة و النصف صباحا . وصل عددنا 220 مواطنا افترشوا الأرض أمام باب الصرافة في مناظر مهينة للإنسان كما يظهر في الصورة …
انا صرفت المائة ريال عند الساعة الثانية ظهرا بعد سلحفائية مملة من الموظفين ،و كأنهم مامورون بتعطيل أو تأخير التعاملات ، غادرت و تركت خلفي عدد كبير من المواطنين …

قضيت سبعة ساعات لاستلم فقط مائة ريال ، إذا ضربنا عددنا في الساعات التي قضيناها في الصرافة نكون اضعنا 1400 ساعة فقط لنستلم مبالغ لا تتجاوز المصاريف …
السؤال الذي يتبادر إلى الذهن ، لماذا يصر بنك السودان على إجهاض تجربة استقرار العملة ؟؟؟ .

تحرير الجنيه و رفع الدعم هو أعظم إنجاز للثورة ، سيعمل على الاستقرار الاقتصادي بعد فترة وجيزة لو تم تطبيقه بصورة جلية ، لكن بنك السودان لازال يحتكر التحويل للبنوك ولا يسمح بقيام صرافات تواكب التغيير المنشود . و البنوك تحكمها لوائح عقيمة لا تتماشى مع سرعة أداء الصرافات التجارية .

معظم من كانوا معنا اليوم في الصرافة قرروا العودة لتجار السوق الأسود بدلا عن المرمطة و الإهانة في منافذ بنك الخرطوم .
صرافة وسترن يونيون عالية المصاريف ولا أحد يحول أمواله بها إلا أن كان مضطرا ، لكن للأسف يفرضها بنك السودان على المواطن لسبب غير معروف .

بنك السودان لم يواكب التطورات الإصلاحات الاقتصادية التي تطبقها وزارة المالية . و هذا الأمر يهزم المشروع الإصلاحي .
يجب توجيه بنك السودان لفتح عدد من الصرافات ، وقبلها أن يبعث عدد من موظفيه إلى دول شرق أفريقيا كينيا و يوغندا و إثيوبيا لدراسة الأمر على أرض الواقع . لأن عدم معرفة الموظفين بماهية التطوير الاقتصادي كافي جدا لإفشال التجربة .
مدير أحد الفروع قال لي أنه لا يميز بين اليورو الحقيقي و المزور !!! .
فكيف لموظفيه إنجاح برنامج طموح مثل التحرير الاقتصادي ؟؟ .
افتحوا الأبواب لتجار العملة لإنشاء صرافات تحت رعاية بنك السودان ، بالتعاون مع الصوماليين المتمرسيين في هذا المجال لكي تنجح التجربة . أما استمرارها بهذه الطريقة يعني عودة تجار السوق الأسود أكثر شراسة و أشد ضراوة .

سالم الأمين بشير 18 أبريل 2021

Exit mobile version