الجيش والقوات النظامية الأخرى من دعم سريع وشرطة وأمن وطني ومخابرات.. كَثُرَ الحديث في الأيام المُنصرمة عن الجيش والشرطة والدعم السريع وجهاز الأمن والمخابرات الوطني من بعض الناشطين تبخسياً وتجريحاً وتجريماً وشيطنة، كتابةً ومُخاطبةً عبر الوسائط واللايفات والفيديوهات وفي وقفات احتجاجية هنا وهناك، بل وصل الأمر ببعضهم السب العلني، ومنهم من ذهب إلى لاهاي يستدعي المحكمة الجنائية لتجريم قادة هذه القوات، وبعضهم عمل وقفات احتجاجية في عواصم دول غريبة، وبعضهم تواصل مع نُوّاب في برلمانات هذه الدول لذات الغرض، بل بعضهم وصلت به الجرأة طلب وضع شركات الجيش تحت الوصاية بأمر أمريكي وبإصدار تشريع من الكونغرس وكأنّ السودان ولاية أمريكية، وقالوا ذلك لحماية الوضع المدني، بل طلب بعضهم وضع كل السودان تحت الوصاية الدولية.
يتساءل المرء، لماذا كل هذه الحملة الشَّعواء ضد الجيش والدعم السريع والقوات النظامية الأخرى، ولماذا السعي الحثيث لتكسير وتفتيت وإضعاف وتجريم هذه القوات، هل لمصلحة وطنية أم لصالح مخابرات دُول خارجية، وهل في ذلك مصلحة لمدنية وحكم ديمقراطي راشد؟.
ونعلم جميعاً أن الجيش وكل القوات النظامية محل احترام أغلب الشعب السوداني وهي فخر وإعزاز له ولكل الأسر السودانية.
الجيش هو المؤسسة الوطنية التي يثق فيها كل سوداني، ولذلك لجأ إليها الثوار، وهي محل احترام كل مواطن سوداني لم يصب بمرض عمالة خارجي.
بل هو الجيش الوحيد في العالم يقاتل طيلة خمسة وستين عاماً منذ الاستقلال ولَم يهزم رغم الحصار من دول الاستكبار وبوساطة من بعض المارقين من بينه، حيث منع التسليح المتقدم والتكنولوجيا الحديثة والأسلحة الذكية والمُتطوِّرة، وبالرغم من هذا الحصار استطاع أن يُطوِّر صناعاته العسكرية وبأيدٍ وعُقولٍ سُودانيةٍ والتصنيع الحربي وجياد واليرموك وغير ذلك مفخرة لكل سوداني وطني وشريف.
الجيش والدعم السريع والقوات النظامية الأخرى، قدمت أرتالاً من الشهداء ومازال الحبل على الجَرّار.
الجيش والقوات النظامية الأخرى بكل هذه التضحيات تستحق التقدير والاحترام لا التجريم والتبخيس.
يا هؤلاء وأولئك، لولا الجيش والدعم السريع والشرطة والأمن الوطني والمخابرات، لما نجحت ثورة أبريل، وهذه القوات حفظت الثورة والثوار والوطن والمُواطنين، ولولاهم كانت الخرطوم خراباً ينعق فيها البوم ولتشتت أهلها في الديار.
يا هؤلاء وأولئك في داخل السودان وخارجه، وراء البحار، قدروا جيشكم وقواتكم النظامية الأخرى وأسندوهم، بدل لعنهم وسبِّهم وشتمهم.
إنّ بعض أبناء السودان طلبوا من أمريكا قراراً من خلال الكونغرس للسيطرة على شركات الجيش ومؤسساته الاقتصادية.
إن قوة الجيش ومنعته قوى للوطن.
السودان بلدٌ مُستهدفٌ من كل حدبٍ وصوبٍ، طَمعاً في أرضه وخيراته وموارده، لذلك يحتاج لجيش قوي حمايةً للأرض والعرض.
أما الشرطة السودانية فهي من أكفأ شرطة العالم وأقدرها وأكثرها معرفةً وتأهيلاً، ولذلك ليست محل تندُّر كل مغرور وجاهل ومُدّعٍ ومُستعلٍ، لقد ضيّقوا عليها الخِنَاق حَتّى صَارت خارج نطاق الحِمَاية القانونية وأصَابَ أغلب منسوبيها اليأس والإحباط، وبعضهم آثر الابتعاد رَغم حُبّهم لوطنهم ومهنتهم وتُراب أرضهم.
أيها السادة، الشرطة هي الحصن الحصين والظل الوريف والأم الرؤوم الحُنون لكل سُوداني مظلوم أو مُستضعف أو ملهوف أو مكلوم وهي ملجأ كل ضعيف مكانها الاحترام والتقدير.
إنّ بعض أبناء السودان قاموا بحملة شرسة ضد جهاز الأمن والمخابرات الوطني، بل نادى ساسة وناشطون بحلِّه وأضعفوه بالقانون وجعلوه جهازاً بلا أنياب ولا أسنان حتى صار جهازاً لجمع المعلومات والبلاد تحترق، ويعبث بأمنها العُملاء وهو يرى ولا يفعل، وهو من أكفاء أجهزة المخابرات الإقليمية والدولية وأقواها.
أيها السادة، ليس هنالك في العالم دولة ليس فيها جهاز مخابرات مُحترف يصد عنها المُؤامرات والدسائس ويمنع عنها الاختراق بكل أنواعه لأنّه حائط الصد الأول، أما ترون ماذا تفعل أجهزة المخابرات في العالم تصطاد أعداءها من وراء البحار من خارج الحدود.
ومن هنا أناشد الفريق أول البرهان والدكتور حمدوك ومجلس شركاء الفترة الانتقالية ومجلس السيادة ومجلس الوزراء، إعادة جهاز الأمن بكل صلاحياته، وإعادة الخدمة لكل منسوبيه، وإعادة كل مفصوليه بل مقاره ودُوره، وإعادة تَأهيله، لأنّ البلد الآن جرى فيها النعام.
أما الدعم السريع هذه القوات السريعة والمُقاتلة والفاعلة والجاهزة والمُنتشرة في كل مكان عسكرياً واجتماعياً داخل وخارج الوطن والتي كان لها دورٌ كبيرٌ في حماية الوطن والمواطن قديماً وحديثاً ومازالت.
لقد شيطنها البعض واتّهمها، ولفق لقادتها التهم والجرائم حتى أوصلوا ذلك لاهاي، وجعلوا منهم محل تندُّر وسخرية، ووصفوا قادتها بأقبح الأوصاف جنجويد، ملايش، رباطين، ووصفوا قائدها “بفريق خلا”، ونُظِّمت حملة ضدها ومازالت داخلية وخارجية وعبر الميديا والوسائط حتى يركزوا في أذهان العامة أنّها قوات مجرمة وقاتلة.
يا هؤلاء وأولئك، لا بلد بدون جيش وقوات نظامية قوية ومحترفة ومقتدرة ومقدرة من شعبها، ويقطع لها مليون سلام، ولا وطن بدون قوات رادعة تخيف العدو والصليح وتبطش بكل طامع.
عليه، الواجب الوطني يحتم علينا دعم هذه القوات بالغالي والنفيس، ويجب أن نزيد من سُلطاتها وصلاحياتها واعتماداتها المالية، ونقوِّي شركاتها ومؤسساتها الاقتصادية، ونرفع من تأهيلها وتدريبها ونزوِّدها بالعلم والمعرفة والتكنولوجيا الحديثة لتقوم بواجباتها خير قيام، لأنها تاج فوق الرؤوس.
لن يضيع السودان إذا كانت المؤسسة العسكرية قوية ومتماسكة.. وقديماً قيل (يأكل الذئب من الغنم القاصية).
تحياتي
صحيفة الصيحة