أدومة غاب أم غيّبوه..؟

فشلت الحكومة المدنية بشقيها العسكري والمدني في إطفاء الحريق الذي اندلع وعلا لهيبه للمرة الثالثة في حاضرة غرب دارفور الجنينة في عهد الثورة ، بل ولم تصل حتى الأن للفاعل الرئيس الذي استغل حالة الهشاشة وغياب دور الدولة وعدم قدرتها على فرض هيبتها وتطبيق القانون الحاسم ، وظلّت تُطبطب على جراح أهل المدينة مع صرف شئ من المُسكنات لعلاج جراحهم العميقة التي تحتاج إلى مشرط جرّاح شاطر لتنظيف الجرح المُتقيِّح من الداخل حتى لا يعود للنزيف مرة أخرى ، وأنّى لنا به وكُل كارثة حدثت كانت أقوى من سابقتها ، كان الله في عون أهلنا في الجنينة ونسأله سبحانه أن يرحم الموتى ويشفي الجرحى.
سألنا من قبل من المسؤول عن هذه الكوارث ومن المسؤول عن حسمها ، ولم نجد إلى يومنا هذا إجابة قاطعة من حكومة المركز ولا من حكومة الولاية وكلاهما يُبرر تبريرات غير مُقنعة ولو كانت حقيقية لماذا عجزت الدولة عن القبض على الفاعل ومُعاقبته ، والحل عند المركز ظلّ على الدوام في إرسال بعض المُساعدات والتعزيزات الأمنية التي غالباً ما تكون بعد وقوع الكارثة وبعد حصاد الأرواح البريئة ، ووالي الولاية أدومة لم نسمع منه أي حلول تحول دون تكرار المُصيبة ، ولديه تبريرات جاهزة بعد كل حادثة بأنّ هُناك أيدي خارجية تعبث بأمن الولاية.
وهكذا للأسف كانت تفعل الإنقاذ وكان لديها تبريرات مُعلّبة لأي حدث مهما كانت فظاعته ولم تعترف يوماً بأنّ تقاعسها وفشلها في حماية المواطن هو السبب في اندلاع النيران التي قضت على أخضر ويابس مُكتسبات أهلنا في دارفور وغيرها من مناطق الصراع المُلتهبة على الدوام ، ونخشى أن لا تكرر للمرة الرابعة في الجنينة ويحدُث فيها ما لا تُحمد عُقباه ، وما دام الأمر كذلك فلن نستبعد حدوثها مرة أخرى بل مرات.
زار رئيس مجلس السيادة البرهان مدينة الجنينة كعادة قادة المركز بعد حدوث الكارثة ولم يجد الوالي أدومة فيها ، يا تُرى ما سبب غياب الوالي عن هذه الزيارة أم أنّ في الأمر شئ وأنّ التنسيق بين مُكونات الدولة لا وجود له إذ لا يُعقل أن يزور رأس الدولة ولاية في غياب واليها ، الذي يجب أن يسبقه عليها أو يرافقه في رحلته ، فمع من اجتمع البرهان هُناك ، وهل يعلم أدومة شئ عن هذه الزيارة وغاب عنها لأسباب أهمّ منها أم تغييبه تمّ عن قصد ،
ما يهُم أهلنا في الجنينة هو بسط الأمن في مدينتهم الجميلة وانتزاع الرُعب الذي سكن قلوبهم بانتشار القوات الأمنية وبمظهر وجود الدولة في المدينة حتى لا تتكرر هذه الكوارث البشعة التي أقلقت مضاجع سكانها.
والله وحده نسأل اللطف.

زاهر بخيت الفكي.. صحيفة الجريدة

Exit mobile version