حول إفطار الإسلاميين بالساحة الخضراء

حول إفطار الإسلاميين بالساحة الخضراء
يبدو أن ثورة ديسمبر-بإطاحتها بسلطة الإنقاذ المستبدة- قد حررت الإسلاميين أيضا.
تجمع شباب الإسلاميين اليوم كما ظهر في الساحة الخضراء يدل على أمر مهم هو الانعتاق من السلطة ممثلة في قيادة التنظيم و أجهزة الدولة السياسية و الأمنية و المالية.
لقد عانى التيار الإسلامي داخل سلطة الإنقاذ و خارجها من قبضة السلطة و المال و التنظيم الذي تركز بأيدي قيادات محدودة غيبت الشورى و الديمقراطية على مستوى الحزب الحاكم و على مستوى البلاد ككل.
لقد تحرر الإسلاميون من كل ذلك- بفضل ثورة ديسمبر و التي ساهم فيها بعض أعضاء هذا التيار بشكل فعال. حزب مثل المؤتمر الشعبي كان حتى وقت قريب يواجه خطرا وجوديا يتمثل في اختراق السلطة له و ضربه و تفكيكه أو السيطرة عليه، و قوى إسلامية أُخرى كانت تعاني مع جهاز الأمن بأساليبه المعروفة. أما الحزب الأكبر حزب المؤتمر الوطني فقد تحول إلى حزب سلطة يُدار مثل أي مؤسسة تابعة للدولة، و أعضاءه مجرد موظفين. و الحركة الإسلامية نفسها كانت مجرد أداة بيد السلطة، لا تجرؤ عليها بموقف مستقل. هذا كله تبدل الآن.
و يُمكن الآن للتيار الإسلامي أن يعمل في جو ديمقراطي بدون وصاية أو سيطرة من قيادات تنظيمية متنفذة قابضة أو أجهزة سلطوية مستبدة.
هذا التيار صاحب مصلحة حقيقية في التغيير و في الديمقرايطة.

Haliem Abbas

Exit mobile version