السودانيون ساخطون .. الكهرباء تعصف بالأمزجة وتهدر الأرزاق

لم يتوقع كثير من المواطنين استمرار مشكلة الكهرباء طيلة هذه المدة دون أن يوفق القائمون على أمرها في إيجاد حلول أو معالجة لها باعتبار أن الكهرباء تعتبر جزءاً من حياة الإنسان وأن انقطاعها المتكرر والطويل يتسبب في إحداث حالة من الفوضى سواء كان داخل المنزل أو مكان العمل أو المستشفيات وغيرها من الأشياء التي لا يسير العمل فيها إلا بوجودها.

قطوعات غير مجدولة

عبرت الغالبية العظمى من المواطنين عن سخطهم وغضبهم الشديد بسبب قطوعات الكهرباء التي ظلوا يعانون من انقطاعها بالساعات الطويلة وفي أوقات قالوا إنها متقاربة وأحياناً بدون جدولة ما يؤثر كثيراً في مناحي حياتهم، مشيرين إلى أنهم أصبحوا يشعرون بالقلق والضجر والتوتر الشديد تجاه ما يحدث لتضررهم الكبير من تلك القطوعات التي أثرت على أدويتهم المنزلية التي تحتاج إلى برودة بجانب مرضاهم الذين لايستطيعون التواجد في أجواء حارة لساعات طويلة .

المطاعم والكافتيريات

فيما شن عدد كبير من أصحاب المطاعم والكافتيريات هجوماً عنيفاً على وزير الطاقة وإدارة الكهرباء بأنهم مقصرون في عملهم وعليهم تقديم استقالاتهم، مشيرين إلى أنهم أصبحوا لا يستطيعون العمل خلال الفترات المسائية بسبب الظلام الدامس الذي يغطي على مطاعمهم وكافتيرياتهم بسبب انقطاع الكهرباء ما أدى إلى عزوف الزبائن وبوار مأكولاتهم، الأمر الذي أدى إلى خسائر مادية كبيرة وأدخلهم في ديون – حسب قولهم –

الحدادة وقلة الدخل

وأوضح عمال في مجال الحدادة بأنهم قاموا بتقسيم وقت عملهم حسب جدولة قطوعات الكهرباء، مؤكدين بأنهم تضرروا من عودة التيار الكهربائي خلال الفترة المسائية وهو الوقت الذي يكونون قد غادروا فيه إلى منازلهم، موضحين بأن العمل أصبح متراكماً في محلاتهم وزبائنهم وقالوا إنهم ساخطون بسبب قلة الدخل وعدم مقدرتهم على دفع إيجار المحل نسبة لمرور ساعات طويلة بدون عمل ودخل مادي.

المراكز الصحية

فيما شكا عدد من الأطباء والممرضين الذين يعملون في المراكز الصحية من تكرار انقطاع الكهرباء وعدم مقدرتهم على توفير الجازولين لتشغيل المولدات، مشيرين إلى أن القطاع الصحي أكثر تأثراً بسبب كل تلك القطوعات لتسببها في أضرار بالغة تصل إلى خسائر في الأرواح، مطالبين الجهات المسؤولة التعامل بشفافية مع المواطن بتوضيح الأسباب الحقيقية لقطع الكهرباء والسعي لإيجاد حلول عاجلة.

مراكز التجميل

عدد من الفتيات اللائي يعملن بمراكز التجميل وسط الخرطوم أكدن إغلاق محالهن بسبب الكهرباء والايجار خاصة أن عملهن يعتمد على الكهرباء مثل (المكوة، الساونا، جلسات الفيشل، …إلخ ) وغيرها وتعطيلهن عن العمل يعني عدم مقدرتهن على دفع إيجار المحل حسب إفادة مدام رانية صاحبة (كوافير زينة) ومدام فريال ونايلة، مشيرات إلى وجود مولدات كهربائية لتلك المراكز مع انعدام الوقود.

تأثير على الطلاب

في الوقت ذاته يعاني طلاب مرحلتي الثانوي والأساس من تلك القطوعات التي تستمر لفترة طويلة الأمر الذي يؤثر على الطلاب خاصة في الفصول المكتظة بأعداد كبيرة منهم وعدم وجود منافذ مناسبة للتهوية الطبيعية ما يؤثر في مزاجهم واستيعابهم للحصص وهو ما أكدته مديرة مدرسة الريادة وعدد من الأساتذة من مدارس مختلفة.

شهر رمضان

من جانبهم تخوف عدد من المواطنين من استمرار تلك القطوعات خلال شهر رمضان في حال عدم وجود حل لها مع فصل الصيف الذي ربما تتضاعف فيه معاناتهم ، فيما أكد بعضهم أنهم اعتادوا على تلك القطوعات بل طالبوا بقطعها نهائياً حتى لا يرهقوا أنفسهم بالتفكير فيها حتى لا يصابوا بالتوتر.

الخرطوم: محاسن أحمد عبدالله
صحيفة السوداني

Exit mobile version