في مثل هذا اليوم وقبل عامين أوقفني أحد رجال الاستخبارات العسكرية وأنا عائدة ليلاً من القيادة العامة و كنت أهتف حينها ومعي شقيقتي تسقط بس..تسقط بس .
رجل الأمن الذي هاجمني ومعه مجموعة من أفراد القوات النظامية كان يقف في تقاطع شارع المك نمر مع (استوب) مستشفى الأسنان .
أمرني يومها بأيقاف العربة بحركات استعراض مرعبة و شعرت لوهلة أنه يكاد يفتك بي من الغضب ، ثم سألني ماذا كنتي تقولين فقلت له : تسقط بس …!!
في ذلك اليوم قضيت عدداً من الساعات وأنا رهن الإعتقال و التوقيف مع شقيقتي في الشارع العام ، وكانت الاسئلة الاستفزازية حاضرة و بقوة على شاكلة كم درجة تظليل السيارة…؟؟ وأين ترخيص التظليل ….؟ و أين رخصة القيادة…؟؟ وأين وشهادة البحث …؟؟ وأين …!!،وأين…؟؟ ثم بدأت حملة شعواء لتفتيش السيارة و قلبها رأساً على عقب و لسوء الطالع وجدوا ما أعتبروها منشورات كنت أرفعها في ساحة الإعتصام ، هذا الحديث طبعاً قبل بيان إبن عوف الأول.
المهم أن نفس ذلك الشخص الذي زجرنا و مارس كل أنواع الاستفزاز معنا … نفس ذلك الشخص قابلته بعد البيان الثاني وعقب السقوط و هو يهتف في الشوارع … ويتناول الحلوى مع المواطنين !!
مادعاني لتذكر ذلك اليوم هو ما آل إليه حالنا اليوم ….، ماهذا الذي حدث لنا …؟؟ أين نحن …..؟؟ وأين كُنا …؟؟ و أين صرنا ….؟؟ ، و أين ماخرجنا لأجله ….؟؟ و هل أستبدلنا طغمة فاسدة بأخرى أشد إفساداً …!!
هل كتب علينا الشقاء و الزلة والمسكنة و هواننا على الناس ….؟؟ هل كنا ضحية …؟؟ هل خدعنا ….؟؟ هل غرر بنا ….؟؟ هل نحن مجرد عرائس تحركنا خيوط على مسرح بعض العملاء….؟؟
أتمنى أن تذكروا لي اسم شخص واحد موجود على سدة الحكم الآن قد خرجنا وطالبنا به ….؟؟ من الذي فوضهم باسمنا …؟؟ و ماهذا الذي فعلوه بالوطن ….؟؟ و أية نكبة و أي حزن و أي كرب نعيشه الآن …؟؟
هل يعقل أن الذي بين أيدينا الآن هو ماتمخضت عنه ثورتنا ….؟؟ ، نكرات و هوانات و فاشلون يديرون شؤوننا ….؟؟ يتعلمون الحلاقة على رؤوسنا ….؟؟ والأدهى والأمر أنهم مع كل العيوب والسوءات يعتقدون أنهم يمثلونا .
خارج السور :
فلتسقطوا جميعاً …؟؟
صحيفة الانتباهة