الطيب مصطفى يكتب: ما أعجلك وأجرأك على الصلاة أيها الوالي العلماني وما أجرأ البرهان على دين الله؟!
والي شمال دارفور محمد حسن عربي القيادي في حزب المؤتمر السوداني المساند لاعلان المبادئ العلماني الرافض لشريعة الله .. عربي، ما ان صدرت موجهات – وليس اوامر – من لجنة منع انتشار الكورونا حتى اقتنص الفرصة وانتفض فرحاً ليفش مغصه وغبينته في الصلاة حيث بادر باصدار تعليمات صارمة لشن الحرب عليها في شهر التهجد والتراويح ..شهر الصيام والقيام الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خلاله يشد مئزره ويحيي ليله ويوقظ اهله اجتهاداً في العبادة تهجداً وقيام ليل وذكراً وتقرباً اليه سبحانه.
عربي القيادي في الحزب العاشق للعلمانية لم يفكر في الحد من زحام المدارس والجامعات والاسواق والمواصلات العامة ولكن حيطته القصيرة هي الصلاة التي تسبب الكاروشة لبني علمان!
عربي في تعليماته الصارمة للتشفي من الصلاة اصدر اوامره بقصر الصلاة على الفريضة مع منع التراويح ومنع الافطارات الجماعية بالساحات العامة والشوارع بجميع محليات الولاية!
عليكم الله الزول ده نصيح؟!
تنفرد ولاية هذا المسكين من بين جميع الولايات الاخرى بمنع التراويح بدلاً من اتخاذ الاجراءات الاخرى المتبعة من قديم بالتباعد بين المصلين ولبس الكمامات وغير ذلك من التحوطات!
الم اقل لكم ان هؤلاء القحاحيط تجاوزوا العلمانية الى شيء اخر ؟!
العلمانية التي تقول اخف تفسيراتها المتساهلة مع الدين (ابقوا على صلاتكم وصيامكم وعباداتكم ومساجدكم زي ما عاوزين حتى لو تبيتوا فيها، لكن خلوا لينا الحكم والسياسة والاقتصاد وبقية شؤون الحياة وما تتدخلوا فيها ..هذه هي العلمانية التي تطبق في معظم دول العالم بما فيه دول اوروبا غير المسلمة ، لكن علمانية القحاحيط المستقاة من الفكر الشيوعي الستاليني شيء مختلف ، فهي علمانية متوحشة متطرفة تعتبر الدين افيوناً للشعوب كما قال عرابها وشيطانها كارل ماركس.
قارنوا بين علمانية مصر التي ينص دستورها على ان الاسلام دين الدولة واللغة العربية لغتها الرسمية ومبادئ الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيس للتشريع وبين علمانية قحت التي ازالت كل تلك القيم والمعاني من وثيقتها الدستورية ، ثم جاء اعلان المبادئ الذي وقعه البرهان مع الحلو ليكمل الناقصة بالرغم من ان نسبة المسيحيين في مصر اكبر بكثير من نسبتهم في السودان ، فما اعجب وافظع ما اقترفه البرهان في حق دينه ووطنه وشعبه؟!
لذلك لا غرو ان يستهدف ذلك الوالي العلماني الذي اكاد اجزم انه ليس مؤهلاً ليكون عمدة على قرية شأنه شأن كل هوانات قحت الذين خربوا علينا ديننا ودنيانا ..يستهدف الصلاة بكل جلالها ومكانتها عند الله العزيز.
مشكلة هذه الاحزاب العلمانية أنها إما تابعة كواجهات سياسية للحزب الشيوعي او مخترقة حتى النخاع من كوادره ، واتفهم تماماً لماذا يرفض الشيوعيون دمج واجهاتهم في حزبهم فهم يجيدون التلاعب بها وتوظيفها في المهام السياسية المختلفة وفقاً للحاجة ، وقد رأينا كيف كان الحزب الشيوعي يعارض الحكومة وفي ذات الوقت يتوهط في عمقها من خلال واجهاته مثل تجمع المهنيين وقوى الاجماع واحزاب البعث والناصري مستغلاً ذلك في تمكين كوادره في مجلس الوزراء والخدمة المدنية والمنظومة العدلية التي ملؤوها حتى شبعت.
نرجع لصاحبنا والي الغفلة الذي فش غبينتو في الصلاة لنقول إن هؤلاء المتاعيس بجهل غريب لم يستهدفوا الدين فقط انما التقاليد والقيم السودانية الحميدة والراسخة ، فلمصلحة من يشنون الحرب على الافطارات الجماعية في الشوارع والساحات العامة، تلك الخاصية التي تفرد بها السودانيون وتميزوا بها على شعوب العالم اجمع والتي ترسخ قيم التكافل والتراحم بين فئات المجتمع. وهل هناك خطر من العدوى من تجمع الناس حول مائدة رمضان في الشارع العام والهواء الطلق يهب من كل مكان؟!
لا زلت اذكر تقليد (عوج الدرب) الذي بهر قناة الجزيرة القطرية فوثقت له حيث يقطع المواطنون الشارع قبل حوالي ساعة من اذان المغرب والافطار ليجبروا عابري السبيل والبصات السفرية على الترجل لتناول الافطار .. ذلك التقليد الذي ادهش القائم بالاعمال الامريكي ، فقد كان قادماً من ولاية نهر النيل حين اعترضه المواطنون قاطعو الطريق بالعمائم قبالة قرية الكباشي ، وتوهم الرجل بثقافته الغربية التي لا تحسن ظناً باحد والتي نشرت عبارة الارهاب بين العالمين حتى باتوا يخافون من ظلهم ، توهم ان هذه عصابة نهب مسلح فعمٌر حراسه اسلحتهم قبل ان يكتشفوا الحقيقة فجلسوا في ضيافة مضيفيهم وسجل الرجل ربما اعظم تجربة في حياته حول خلق ملائكي لن يجده في شعب اخر.
اختم لاخاطب الدعاة والمواطنين الا يسمحوا للولاة بان يعبثوا بدينهم فالدين خط احمر .
صحيفة الانتباهة