الأخبار

سد النهضة.. مسؤول سوداني يحذر من حرب مياه وعرض إثيوبي للقاهرة والخرطوم


حذر مستشار لرئيس مجلس السيادة السوداني من حرب مياه إذا فشل الاتفاق بشأن سد النهضة، في الوقت الذي أعلنت فيه أديس أبابا استعدادها لتبادل البيانات قبل بدء الملء الثاني للسد مع كل من القاهرة والخرطوم. وقال العميد الطاهر أبو هاجة، المستشار الإعلامي لرئيس مجلس السيادة السوداني، إن حرب المياه قادمة وبشكل أفظع إن لم يتدخل المجتمع الدولي، مضيفا أنه لا يوجد سبب قوي لخلق الأعداء أكثر من الحرمان من المياه. وأوضح المسؤول السوداني في تصريحات نشرت على موقع للجيش السوداني، وأكدها في اتصال مع قناة الجزيرة، أن مواقف إثيوبيا ورفضها لكل الخيارات المطروحة لحل مشكلة سد النهضة، ورفضها لكل الوساطات؛ يكشف بجلاء نيتها المبيتة لعدم التعاون. وجدد أبو هاجة التحذير من سلوك النظام الإثيوبي المتمثل في الاعتداءات المتكررة على جيرانه، ورفضه لكل المقترحات الدولية على نحو قد يعزله دوليا وإقليميا. عرض إثيوبي في المقابل، دعا وزير المياه والري الإثيوبي، سيليشي بقلي، رسميا كلا من السودان ومصر إلى ترشيح مشغلي السدود لديهما؛ من أجل تبادل البيانات قبل بدء الملء الثاني لسد النهضة. وأشار الوزير إلى التقدم المحرز في بناء سد النهضة وقرب موسم الأمطار في إثيوبيا، كما أكد على ضرورة العمل معا على ترتيبات عملية هامة. وأضاف -في رسالة إلى نظيريه المصري والسوداني- أن تعيين المشغّلين سيعجل بالترتيبات المناسبة لتبادل المعلومات وإجراءات بناء الثقة بين الأطراف الثلاثة. وأكدت الرسالة الإثيوبية أهمية الإبرام الفوري للاتفاق على القواعد والمبادئ التوجيهية بشأن الملء الثاني، وفقا للمادة الخامسة من إعلان المبادئ الذي وقعته الدول الثلاث. وأعرب الوزير الإثيوبي عن حرص بلاده على استضافة أول اجتماع لمنسّقِي ومشغّلي السد في أديس أبابا قريبا. تصريحات مصرية سودانية وفي حين لم تعلن بعدُ مصر والسودان ردهما النهائي بشأن الخطوة الإثيوبية؛ جدد وزير الري المصري محمد عبد العاطي اتهامه لإثيوبيا بالتسبب في إفشال اجتماع كينشاسا الخاص بأزمة سد النهضة. وقال عبد العاطي إن مصر والسودان أظهرا مرونة وحسن نية للتوصل إلى اتفاق قانوني عادل وملزم يلبي طموحات جميع الدول في التنمية؛ إلا أن التعنت الإثيوبي أفشل هذه المساعي. على حد قوله. من جانبه قال مصدر مطلع في الحكومة السودانية للجزيرة “إن الخرطوم تلقت رسالة من إثيوبيا لترشيح مشغّلين سودانيين لسد النهضة وإنها تدرسها للرد عليها”. وفي ذات السياق أيضا، قال مسؤول بالخارجية السودانية -للأناضول، مفضلا عدم نشر اسمه- إن إثيوبيا عرضت قبل ساعات إطلاع بلاده على تفاصيل الملء الثاني للسد. وأضاف هذا المسؤول -وهو عضو بفريق التفاوض حول السد- أن هذا العرض يأتي “من إثيوبيا، مع أنها تبدأ االسبت الاستعداد للملء الثاني، بتفريغ ما بين 600 مليون ومليار متر مكعب من الماء لتختبر عمل بوابات السد”. وأشار إلى أنه من الواضح أن إثيوبيا قدمت هذا العرض لترفع عنها الضغط السوداني والإقليمي والدولي، معتبرا أي مشاركة للمعلومات بدون اتفاق قانوني ملزم منحة أو صدقة من إثيوبيا يمكن أن توقفها في أي لحظة كما ترى هي أو تقرر، وهو أمر “شديد الخطر على مشاريعنا الزراعية وخططنا الإستراتيجية”. وفق وصف المسؤول السوداني. غير أن المصدر لم يوضح إن كانت الخرطوم ردت على العرض أم لم تبت في أمره بعد، مكتفيا بالتأكيد على أهمية الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن معلومات الملء والتشغيل معا وليس واحدة دون الأخرى. وتصر أديس أبابا على الملء الثاني للسد في يوليو المقبل، حتى بدون اتفاق، في حين تتمسك القاهرة والخرطوم بالتوصل إلى اتفاق يحافظ على منشآتهما المائية ويضمن استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل‎، البالغة 55.5 مليار متر مكعب لمصر، و18.5 مليارا للسودان.

الخرطوم ( كوش نيوز)