فعلا هو خم رماد كما يسميه «المترمدون» ..
وفي المثل : النار تلد الرماد ..
وفي المثل الآخر : الرماد كال حماد
يذكر الرماد ~ كثيراً ~ حيث الفشل .. وحيث (لا شيء) .. وحيث الضياع والتضييع ..
وفي البرنامج الذي يسبق شهر رمضان.. والذي يدعى (خم الرماد) توافق التسمية المعنى !! فليس الفشل فحسب وإنما الآثام والخطايا والعصيان والمجاهرة بالفسوق والجهل بحقيقة ما خلق لأجله الإنسان .. والغيبوبة عن معنى الاستخلاف في الأرض .. وعن مقاصد تشريع الصيام وغيره من العبادات.
كنت أظن وغيري كثيرون أن هذا البرنامج قد انقرض مع المنقرضات وبات تأريخا يذكر فيحذر .. لا وجود له في الواقع ..لكني قبل عدة أعوام رأيت بعيني فوضى يقودها الهوى وطاعة الشيطان .. أثناء مرورنا بإحدى المدن وعلى الطريق السريع .. وإذا بجموع على حدائق ومنتزهات وجبال يخمون الرماد !! بمصطلحهم المعبر عن حالهم ..ويحصدون الآثام والسيئات بحفلات وغناء ورقص واختلاط وفساد أخلاقي كبير ..
تذكرت المثل : السكران في ذمة الواعي ..
ويا لهم من سكارى .. !!
ولكن أين الواعون؟! وأين المنقذون؟!
على الدعاة وطلاب العلم وأهل الخير واجب عظيم ومسؤولية كبيرة .. وإن دعوة الإسلام دعوة شمولية .. لا تهتم بجانب وتترك جوانب .. وإن كان الهدف الأول هو غرس الإيمان والعقيدة الصحيحة وتصحيح العقائد الفاسدة والتربية على الخوف من الله تعالى وخشيته ومعرفة حقيقة العبودية حتى تستقيم الأعمال بناء على ذلك .. إلا أنه يجب أن يجد كل منكر ينتشر الإنكار الواجب .. حتى لا تصيبنا اللعنة التي أصابت من تركوا ذلك من بني إسرائيل ..مما حذرنا منه الرب الحكيم الخبير.
وعلى الخطباء والدعاة الذين تحدث في مدنهم مثل هذه الموبقات والشرور في مثل هذا اليوم أن ينبهوا الناس ليقوم أولياء الأمور بحبس أبنائهم وفتياتهم حتى يحيلوا بينهم وبين سوق الرذيلة …
صحيفة الانتباهة