الفضول جعلني أسأل وبطريقة عشوائية نماذجا من الناس في الشارع العام عن حالهم مع الحكومة اﻹنتقالية ؟
اوقفت رجل تجاوز السبعين كان يهم بالركوب علي عربة الكارو التي تخصه وسألته :- (اها كيف احوالكم مع حكومة البرهان وحمدوك؟؟) أجابني ( نقول الحمد لله بس ) قالها بطريقة توحي بعدم الرضا عن الحكومة ، التقط الحديث شاب فاجأني بأنه كان يستمع لسؤالي للرجل السبعيني قائلا( نحن الشباب شاركنا في ثورة التغيير ، ولكن لﻷسف ناس الحكومة اﻹنتقالية غيروا أهداف الثورة اﻷساسية الشهداء لم ينصفوا والمفقودين لايهتم بهم احد والناس تعاني في كل شيئ).
كانت إجابة احدي النساء عندما سألتها عن حال الناس مع الحكومة قالت بسخرية (حكومتنا دايشة وبرضو الناس عايشة) إجابتها تؤشر بأنها مع الحكومة اﻹنتقالية ﻷنها قالت (حكومتنا) ولكنها كما يبدو غير راضية عن ادائها.
توجهت بذات السؤال لمجموعة من طلاب الثانوية وجاءت إجابتهم متوافقة وهي(شعورهم باﻹحباط تجاه تصرفات الحكومة وأن معاناتهم تضاعفت في المواصلات وعدم استقرار الدراسة وتكاليف وجبة الفطور ، مع تبعات اسرية جديدة لم تكن موجودة قبل الثورة مثل انقطاع التيار الكهربائي وشح مياه الشرب والغلاء الفاحش لﻷسعار)
الحكومة اﻹنتقالية ولﻻسف الشديد لا تعرف اﻷولويات أبدا، فهي في حاجة لمن يخبرها أن حق الشعب في الحياة و توفير الضروريات مقدم علي كل شيئ ، وأن توفير الطاقة (كهرباء ووقود) اهم من أي عمل آخر ﻷن طعام الناس وشرابهم وعلاجهم وامنهم وسلامتهم كلها مرتبطة بالكهرباء والوقود(بنزين ، جازولين، غاز الطبخ)، فليس مقبولا البتة أن تتناقل اﻷخبار حركة اﻷموال الضخمة مليارات الدولارات.. تحويلات المغتربين ومنح الدول وعائدات صادر التعدين والثروة الحيوانية باﻹضافة للاموال الضخمة والممتلكات المصادرة عبر لجنة إزالة التمكين وغيرها ثم نتفاجأ بتصريحات لمنسوبي وزارة المالية عن عجز الحكومة ونقرأ عن إستقالة الرجل المسئول عن الكهرباء والمسببة بعدم التزام الحكومة بتوفير الوقود (الفيرنس ) وتامين المال المطلوب لﻻسبيرات وصيانة محطات التوليد ، مما تسبب في ازدياد ساعات إنقطاع التيار الكهربائئ ومضاعفة معاناة الناس .
وطن بلا كهرباء هو بالتأكيد عاجز عن توفير الماء والغذاء والكساء والدواء ،ولا يجوز لحكومته أن تتحدث عن اﻷمن والسلام واﻹستثمار وإنجاز التحول المدني وإقامة دولة العدل والعلم والسلام، ﻷنه وببساطة متناهية لايمكن لحكومة تعجز في توفير الطاقة أن تستمر، فالحكومة التي تعجزها الطاقة حتما لاتطاق.
محجوب الخليفة