نواعم في الطريق .. تفاصيل (تحرش) لا يحاكمه القانون

يظل التحرش مرتبطاً دوماً بالسيناريوهات الجسدية أواللفظية أو المعاكسات غير المقبولة، ليخرج من عباءاته التنمر الذي يوازي أو يقابل كما يرى البعض (الحقارة).. (كوكتيل) سعت لرصد أبرز مواقف تحرش السائقين بالسائقات وتنمرهم عليهن في الطريق العام..

بين زمانين
شتان ما بين زمانين، زمن تتصدر فيه حواء السودان المشهد فتكون أول قاضية امرأة سودانية، وأول برلمانية امرأة سودانية ، وأول سائقة سودانية بل وكانت الكنداكة حاكمة ورئيسة، وبين زمان ظلت نغمته المميزة كما يرى الكثيرون (ما فلح قوم ولوا أمرهم امرأة)..

التاريخ السوداني يقول إن عام 1945م كان استثنائياً إذ شهد منح أول رخصة قيادة في السودان للراحلة السيدة آمنة عطية، بيد أن السنوات فيما بعد تحكي توالي الحسناوات على قيادة السيارات، في وقت ما يزال يسمع فيه صوت الاعتراض الذكوري “مره شنو البتسوق”..

لم تقف حواء السودان بحسب متابعات (كوكتيل) عند حدود قيادة مركبتها الخاصة بل أكدت في ديسمبر الماضي قدرتها على قيادة شعبها نحو التحرر والانعتاق من براثن ما يوصف بالنظام البائد فكانت (زغرودتها) كلمة سر وشرارة المواكب..

(ياغبية)
حالياً فرضت الظروف الاقتصادية على الجميع أن يعمل وينتج حتى يحصل على الحد الأدنى من حياة كريمة لتحقيق فعل (السترة)، فبرزت نساء يقودن مركبات عامة كمندوبات مبيعات أو التراحيل الخاصة بالسيدات على غرار ترحال..

(م.س) سيدة في مقتبل العمر تقود مركبة عامة، تسير بتؤدة وهدوء وثقة، أوقفتها (كوكتيل) في الطريق العام لتسألها عن تجربتها في الشارع..

(م.س) في اللحظة الأولى بدت ساخطة بمجرد استدعائها لذكرياتها في بدايات قيادتها، وكشفت عن أنها ظلت تتعرض لمواقف وصفتها بغير الجميلة، وأضافت: تم توبيخي كثيراً بل وفي مرات كان يعلو صراخ أحدهم بـ (يا غبية)..

(م) التي بدت مستاءة للغاية من تعامل الكثيرين معها في الشارع، أكدت أنها في كثير من الأحيان يتم وصفها بأنها لا تعرف قيادة الأربعة أو بالعامية (أربعة) وأضافت: مع العلم أنا امتلك رخصة قيادة تمنحني حق القيادة في الطريق.

وكشفت (م) عن أنها تعمل كسائقة عامة لتعول أسرتها الصغيرة –بحسب وصفها- بعد طلاقها.. واختتمت حديثها بأن(المعايش جبارة وعلينا بالصبر).

مواقف مؤسفة
إيمان علي تملك سيارتها الخاصة، أكدت لـ(كوكتيل) تعرضها للعديد من المواقف، منوهة إلى أن آخر موقف تعرضت له كان أثناء ترحيلها لوالدها كبير السن والمريض بالقلب، وأضافت: بسبب تعرج الطرق ووعورتها كنت أقود بأقل سرعة تجنباً لـ(الدقداق) إلا أن أحدهم صرخ في وجهي (كرهتونا السواقة).

خير للجميع
(س.م) تعمل بالحقل الطبي تقود سيارة خاصة بها، معربة عن حبها للقيادة، متمنية أن تتوسع نظرة المجتمع للمرأة التي تقود، كاشفة عن رغبتها الشخصية في أن تكون مسؤولة عن إنقاذ الأرواح بالعمل كسائقة إسعاف لتكون دومآ على أهبة الاستعداد لتلبية نداء الإنسانية.

تنمر على النواعم
المرأة أكثر ترتيباً من الرجل .. هكذا يقول الخبراء بل وتمتلك القدرة على إدارة أكثر من ملف في وقت واحد، فهي تطبخ وتتابع الطفل فضلاً عن الحديث مع جارتها وكل ذلك أثناء الغسيل، على سبيل المثال..

ورغم حرص حواء على السلامة وتفوقها على آدم في أكثر من موقف أو مشهد، إلا أن المواطن آدم علي يقول: يسوقن شنو..!!؟ فيما يصفهن محمد أحمد بأنهن (خوافات).

بينما أكد (د.س) أن نسبة حوادث السيدات اللائي يقدن السيارات أقل من الرجال، وهو ذات ما أكده سائق يعمل لسنوات طوال على الطريق بقوله: النساء أكثر حرصاً على السلامة..

(م.م) سيدة في مقتبل العمر تعمل في إعلانات إحدى الصحف الكبرى تعرضت لحادثة قبيل أيام بسبب إصرار أحد السائقين على انتزاع حقها في الشارع بلا سبب سوى لأنها امرأة، وكشفت (م) عن أنها اضطرت لاستخدام تكتيك جديد لمنع تنمرالرجال عليها أثناء قيادتها لعربتها وقالت لـ(كوكتيل) قمت بتظليل العربة لذا لم يعد أحد يستطيع تمييز من الذي يقود العربة، وتابعت: لكن هل تستطيع كل السيدات تظليل سيارتهن. منوهة إلى أن ذلك ليس حلا ولكنه مؤقت فقط.

حب بالـ(عربات)
أجمل المواقف التي تشي بجمال القدر وابتسام الحظ بحسب اعتراف (د.ع) الذي يعمل سائق تاكسي، أنه ذات مرة توقف لمساعدة إحدى الحسناوات التي تعطلت عربتها ماداً لها يد العون ليكون ذلك الموقف سبباً في أن تكون هذه الحسناء أماً لأبنائه حالياً، وأضاف: أحمد الله على أن الحديد عاكسها في ذلك اليوم.

الخرطوم: بتول اليوسفي
صحيفة السوداني

Exit mobile version