* عندما نذكر أن الرياضة السودانية لم تشهد تغييراً يتناسب مع المستجدات الضخمة التي حدثت في بلادنا خلال العامين الماضيين؛ فإننا نستند إلى معلوماتٍ مُوثّقةٍ، تحكي عن واقعٍ مؤسفٍ، تعيشه الرياضة حتى اللحظة.
* الأكثر إثارةً – للأسف – أن قبضة السلطة الرياضية ممثلة في الوزارة الاتحادية والوزارات الولائية تراخت أكثر بعد الثورة، لجهة أن ملف الرياضة كانت تديره أمانة الشباب التابعة للمؤتمر الوطني بيدٍ من حديد على أيام الإنقاذ، بما لها من سطوةٍ ونفوذٍ ومالٍ لُبَدا، كان يُنفق بسخاء لتزوير إرادة الرياضيين، وشراء الأصوات في انتخابات الاتحادات الكبيرة، بغرض السيطرة عليها، وفرض شخصيات تابعة للتنظيم فيها.
* في آخر انتخابات لاتحاد الكرة بُذلت الرِشى بالمليارات، لشراء الأصوات، وفرض القائمة التي أعدتها أمانة (الخراب)، بدعمٍ غير محدودٍ من جهاز الأمن وقتها.
* شهدت تلك الانتخابات (سيئة السمعة) ممارساتٍ يندى لها الجبين خجلاً، وتسببت في تعليق عضوية الاتحاد السوداني لكرة القدم في الاتحاد الدولي للعبة، بمعسكراتٍ فندقيةٍ، ورشاوى ضخمة بالمال والمعدات الرياضية، وأسفرت عن فوز القائمة التي قدمها المؤتمر الوطني للاتحاد.
* المجموعة التي أتت عبر تلك الانتخابات الفاسدة ما زالت مسيطرة على اتحاد الكرة حتى اللحظة، لذلك لم نستغرب تحديها لوزيرة الشباب السابقة، ولا تجاهلها دعوة الوزير الحالي، د. يوسف آدم الضي لحضور استقبال رئيس مجلس السيادة السويسري جياني إنفانتينو، رئيس الفيفا، في زيارته الأخيرة للسودان.
* أدهى من ذلك أن مسلسل الفساد الكريه الذي سيطر على اتحاد الكرة (الغني) تواصل بنهجٍ أقبح بعد نجاح الثورة، بتعدٍ سافر على أموال الاتحاد، الذي يتلقى دعماً سنوياً راتباً من الفيفا، مقداره مليون وأربعمائة ألف دولار.. ودعماً مقدراً بالدولار من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.
* من نماذج الفساد المستشري في الاتحاد ما فعله رئيسه د. كمال شداد، الذي مكّن زوجته من الحصول على (20) ألف دولار من الدعم المقدم من الاتحاد الإفريقي لاتحاده، كما مكنها من استغلال سيارة مملوكة للاتحاد.
* كذلك غطى شداد على واقعة اختلاس موثقة، كان بطلها مستشاره، الذي (لهف) عشرة آلاف دولار، سلمت إليه بغرض تحويلها إلى الكرواتي زدرافكو لوغاروشيتش، المدرب السابق للمنتخب الوطني.
* بدلاً من تحريك إجراءات قانونية في مواجهة المختلس؛ أمر شداد الإدارة المالية للاتحاد بقيد المبلغ عُهدةً شخصيةً عليه، ثم منح مستشاره (14) ألف دولار من أموال الاتحاد كحافز، كي يمكنه من رد المبلغ الملطوش، قبل أن يُنعم عليه بمبلغٍ مماثلٍ.. بالدولار الحار.
* قبل فترة وقعت حادثة اختلاس أخرى، تتصل بمبلغ (230) ألف جنيه، تم استرداده من فائض فاتورة استضافة منتخب ساوتومي، الذي زار السودان لمنازلة منتخبنا الوطني، وتكفلت وزارة الشباب والرياضة بسداد كلفة إقامته في أحد فنادق الخرطوم.
* تم استرداد المبلغ ولم يُورّد في خزينة الاتحاد، ولم يُسلّم إلى الوزارة، بل تم اقتسامه بين الأمين العام والمدير الإداري للاتحاد، بواقع مائة ألف جنيه لكل واحد منهما، وخُصصت الثلاثون ألفاً الباقية للموظف الذي أحضر المبلغ، باعترافٍ موثقٍ منه.
* قرر مجلس إدارة الاتحاد تحريك إجراءات جنائية في الواقعة، لكن قراره لم ينُفذ، وقبل أيام من الآن أعيد الموظف المتورط في الاختلاس إلى عمله في الاتحاد كأن شيئاً لم يكن.
* في اتحاد الكرة الموبوء بالفساد يتم تسديد فاتورة الهاتف الشخصي لرئيس الاتحاد على حساب الاتحاد كل شهر، ويتم تحميل خزينة الاتحاد كُلفة صيانة ووقود عربة رئيس الاتحاد والعربة المخصصة لزوجته، مع أن الاتحاد اشترى سيارة (كورولا) جديدة من أموال الفيفا بالدولار، وخصصها لرئيسه على مدار اليوم.
* في اتحاد الفساد تم شراء ثلاث سيارات أخرى من (الكرين) بلا عطاءات، وتم توقيع عقود ضخمة بلا عطاءات، لترحيل أندية الدرجة الممتازة مع شركة لا تمتلك أي بص.. ولا حتى ركشة!
* المعلومات التي سردناها في هذا المقال عن الفساد المعشعش في اتحاد الكرة تمثل غيضاً من فيض، ونحن نهديها إلى النائب العام ووزير الشباب والرياضة د. يوسف آدم الضي، على أمل أن يفلحا في تنظيف الساحة الرياضية من الفساد، ويعيدا إليها نقاءها القديم، وبريقها المفقود.
مزمل ابو القاسم.. صحيفة اليوم التالي