صباح محمد الحسن تكتب : الفساد الطائر .. تاركو أير ( ٥)

تواصلت سلسلة المرابحات ، والتي درجت تاركو للحصول عليها بكل سهولة ، دون حسيب او رقيب ، او بعلم وموافقة الرقيب نفسه ، فمجلس الادارة كان يضم عدد من القيادات من نظام المخلوع منهم الدكتور ابراهيم غندور وزير الخارجية والطيب ابوقنايه وأبوبكر دمبلاب مدير الاستثمار في جهاز امن المخلوع ، وذلك يؤكد ان فساد تاركو ليس فساد شركة خاصة تعمل في مجال الطيران ولكنها كانت بوابة للفساد الطائر للنظام بأكمله ، ليحلق بعيداً ، وتنزل أمواله على دول أخرى ، وفي مرابحة جديدة ورابعة حصل كل من قسم الخالق بابكر قسم الخالق وسعد بابكر احمد المالكان لشركة تاركو للطيران على مرابحات من بنك الخرطوم بفواتير ( مضروبة ) من جديد على اربع دفعات بإجمالي قيمة تتجاوز الـ 20 مليون دولار خلال الفترة من العام 2014م حتى العام 2018م
وكنا قد كتبنا في اخر زاوية ان جملة المرابحات وصلت الي ١٩ مليون دولار لكن المرابحة الرابعة التي قام به ذات الاشخاص في العام 2018 جعلت المبلغ يقفز الي اكثر من ٢٠ مليون دولار فالشركة السودانية الطالبة للمرابحة (تاركو للحلول المتكاملة ) اصحابها وهم ملاك الشركة الأماراتية التي تمَّ تحويل مبلغ المرابحة لها هي شركة MID AFRICA AVIATION FZC مبلغ قدره 5,336,000 درهم أماراتي يعادل 1,450,000 دولار وهذه المرة السلعة موضوع المرابحة (محرك طائرة بوينج CFM56-3C1 ) ، فبتاريخ 20 ديسمبر 2017م أصدرت شركة MID AFRICA AVIATION FZC فاتورة لصالح شركة تاركو للحلول المتكاملة حتى تقوم الأخيرة بتقديمها لبنك الخرطوم لطلب المرابحة وبتاريخ 20 مايو 2018م استلمت شركة MID AFRICA AVIATION FZC مبلغ المرابحة كاملاً في حسابها بمصرف أبوظبي الإسلامي بدولة الأمارات
لذلك ان جميع المرابحات كانت من الشركة التي تطلب المرابحة في السودان (المشتري) و الشركة التي تستلم مبلغ المرابحة في الأمارات (البائع) المملوكتان لذات الأشخاص وفي جميع المرابحات كانت الشركة الموجودة في الأمارات تصدر فواتير بيع مزورة لصالح الشركة الموجودة في السودان حتى تقوم الأخيرة بتقديمها للبنك لاستخراج المرابحة
لذلك تبقى كل الفواتير المزورة تجعل كل الرهونات المقدمة لبنك الخرطوم مقابل المرابحات باطلة و غير صحيحة، لأن الشركات التي قامت بالرهن لا تمتلك الأصول المرهونة من الأساس ، فالرهونات عبارة عن طائرات مملوكة لشركة مؤسسة في دولة غامبيا باسم ميديا افريكا ، و الشركتان اللتان نفذتا الرهن هما شركة تاركو للحلول المتكاملة و شركة الدندر للمشاريع المتطورة ، فكيف تقوم شركة تاركو للحلول المتكاملة و شركة الدندر للمشاريع المتطورة برهن طائرات لا تمتلكها من الأساس وهذا يعني ان تاركو حصلت على مرابحات بما يتجاوز ٢٠ مليون دولار برهونات باطلة
جميع المرابحات التي حصل عليها قسم الخالق بابكر قسم الخالق و سعد بابكر أحمد من خلال شركاتهما داخل و خارج السودان هي مرابحات صورية الغرض منها تهريب النقد الأجنبي خارج السودان فالبائع و المشتري في جميع المرابحات واحد وسلع المرابحات مقيمة بأكثر من قيمتها الحقيقية و ان كل المرابحات تمت دون رهونات حقيقية لذلك فجميعها كانت باطلة
كل ذلك حدث لأن ادارة بنك الخرطوم التي يمثلها فضل محمد خير والذي تجمعه مصالح عمل وشراكات مع المالكين لشركة تاركو قدم هذه المبالغ على طبق من ( إتفاق ) لادارة تاركو
فهل كان فضل شخصاً مستفيد بنسبة مئوية من قيمة المرابحات ، ام انه له علاقات اخرى ومصالح مشتركة بينه وبين تاركو تجعله منبعاً عذباً يرِده ملاك شركة تاركو كل مره ليحصلوا على ملايين الدولارات ، ام ان فضل ايضا صاحب شركات بدولة الامارات مستفيدة استفادة مباشرة من جملة المرابحات ، اذا كان فضل شريكا أصيلاً في عمليات فساد شركة تاركو ، ما الذي يجعل الرجل تطوله الملاحقات القانونية ، بينما مازال يتمتع ملاك شركة تاركو بالحرية ؟؟
بعد ان وجهت لفضل جملة اتهامات هل غدر ملاك تاركو به ونقضوا العهود والاتفاق بينه وبينهم في مايخص المرابحات ، إن كان فضل شريك فعلاً إذاً لجنة ازالة التمكين الموقرة ، التي ترفع واجهاتها بإسم ازالة التمكين ومحاربة الفساد ، لماذا وقعت عينها على فضل وأصابها العمى فجأة عن فساد ملاك شركة تاركو ؟؟
طيف أخير :
مايجمع فضل بملاك شركة تاركو هل يجمع بعض القيادات في عهد الثورة بالشركة ؟

الجريدة

Exit mobile version