الفريق إبراهيم الرشيد يكتب: اللجنة الشعبية لشريان الشمال (1-2)

في مقالي الذي نشر يوم السبت الماضي بهذه الصحيفة تحت عنوان هل يمكنك مقابلة مسؤول ، ورد اسم السيد محمد الفكي سليمان نائب رئيس لجنة التفكيك من ضمن المسؤولين الذين استعصى علينا مقابلتهم. في هذا المقال سأكتب مفصلاً اسباب طلب المقابلة والغرض منها وما كان يهدف له الذين سعوا لمقابلة سيادته.
السيد محمد الفكي سليمان والسيد التعايشي والسيد وجدي، هم من جيل ابناؤنا الذين جمعتهم الجامعات والتقوا في رحابها، هم الجيل الذي تفألنا به بعد جور الساسة واهل التنظيمات الايدلوجية، ليخرجوا بالوطن لبر الامان.
اذكر انني كتبت مقال بعد توقيع الوثيقة الدستورية مخاطباً شباب ثورة 19 ديسمبر 2018م تحت عنوان، خذوا العصمة بيدكم فإن الساسة اهل نفاق وكذب، وجاء المقال مفصلاً لما نأمله في الشباب، عدلاً، وسلاماً شاملاً، وحرية مسؤولة.
هذا المقال اليوم جاء تحت عنوان، اللجنة الشعبية لشريان الشمال، والسبب أن المقابلة للسيد نائب رئيس لجنة التفكيك كانت لنوضح لسيادته بالوثائق والتفصيل قصة اللجنة الشعبية للشريان كيف قامت وكيف نجحت وماذا حققت وكيف تطورت وتمددت لتصبح مجموعة شركات تحت مسمى مجموعة شركات شريان الشمال، تحت ادارة شركة رداح، كشركات وقفية يملكها ابناء الولاية الشمالية اصولاً واسهم ومنقولات حقاً وقانوناً.
(هذه الشركات تمت مصادرتها بصفتها شركات يملكها السيد المهندس الحاج عطا المنان وباعتبار كانت تصرف على المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية) ولكنهم لم يكونوا صادقين ولم يكونوا بحقائق هذه الشركات يعلمون .
بعد مؤتمر دنقلا الزراعي عام 1984م وكنت حضوراً له، خرجت مجموعة توصيات من ضمنها ضرورة قيام سد مروي، توطين زراعة القمح بالاقليم الشمالي،وربط الاقليم بالطرق التي تربط الاقاليم بالاقاليم جنوياً، وبمجهورية مصر شمالاً.
سقطت مايو ونسيت التوصيات ولكن ابناء الشمال تبنوا تشييد الطريق حتى ولو بالجهد الشعبي شعارهم كفى معاناة اهلهم جور وادي ابوضلوع ومعاناة عقبة الباجا.
فكيف كان لهم ذلك؟
مع بداية العام 1986م تكونت اللجنة الشعبية لشريان الشمال برئاسة الدكتور سوار الدهب احمد عيسى مدير مركز تطوير الادارةوقتها، تم تسجيل اللجنة رسمياً،مارس 1986م.
وضعت اللجنة ثلاثة اهداف تمثلت في:
السعي لادراج الطريق في ميزانية الدولة.
حث الدولةعلى البدء في الطريق.
استنفار الجهد الشعبي للمشاركة في بناء الطريق.
في عام 1987م تكونت اللجنة الشعبية لشريان الشمال بالمملكة العربية السعودية ودول الخليج للتواصل مع ابناء الشمالية المغتربين، اللجنة برئاسة السيد محمد احمد مكي والسيد الدكتور سمير محمد عثمان نائباً له ، وعضوية اثني عشر عضواً يمثلوا مناطق الولاية الشمالية.
بدأت اللجان اعمالها والتف حول اللجنة في الداخل قامات سامقات من رجال الاعمال من ابناء الشمالية دعماً وساند لها نذكر منهم على سبيل المثال :
السيد عمر عبد السلام، السيد أبرسي، السيد علي ساتي، السيد عز الدين السيد، السيد طه على البشيرواكثر من مائة وثلاثون عضواً انضموا للجنة.
اما في المملكة السعودية بدأ ابناء الشمال التبرع كواجباً والخيرين من ابناء السودان عامة تطوعاً بالمال بالعملة الصعبة بصورة منضبطة بعلم السفارات والخارجية ووزارة المالية. وهكذا توفر للجنة الشعبية المكون الاجنبي والمحلي وبدأت الانطلاقة الكبرى لتشييد طريق شريان الشمال، امدرمان، ابوضلوع، القبولاب الى مروي شمالاً، و الدبة دنقلا، ثم السكوت والمحس الى حلفا.كانت البداية بوضع حجر الاساس غرب جبال المرخيات الكيلو واحد بواسطة مولانا احمد الميرغي رئيس مجلس رأس الدولة في العام 1988م، والحديث في ذلك ذوشجون، فهلا رجعت للكتيب الذي يحكي قصة التحدي وكيف عبر ابناء الشمالية في الداخل والخارج بطريقهم وادي ابوضلوع وعقبة الباجا؟؟
في 3 مايو 1994م كونت الحكومة امانات للطرق القومية في السودان من ضمنها الامانة العامة لشريان الشمال برئاسة السيد عزا لدين السيد ونائب له الدكتور سوار الدهب احمد عيسى وعضوية ثلاثة عشر عضواً.
اصبحت الامانة العامة لشريان الشمال بلجانها هي اللجنة المناط بها الاشراف على امرالطريق، ومؤسسة الطرق والكباري جهة منفذة. وظل دعم اهل الشمال يتواصل عبر الامانة العامة ففي الداخل يتبرع الناس بحصتهم من السكر للطريق اضافة الى حملات جمع التمور والمحاصيل الاخرى وفي الخارج قاد ابناء الولاية حملة غير مسبوقة في استقطاب الدعم فتدفقت مساهماتهم النقدية بالعملات الحرة والعينية.
في هذه المرحلة جاء السيد المهندس الحاج عطا المنان ادريس بصفته من ابناء الشمالية وخبرته كمهندس في مجال الطرق والجسور بفكرة انشاء شركة لتنفيذ الطريق بدلاً من الاعتماد على المقاول الخارجي، فكانت شركة شريان الشمال للطرق والجسور المحدودة تأسست الشركة بتاريخ 5/ ديسمبر 1995م مارست الشركة عملها بتاريخ فبراير 1996م والتي انجزت الطريق واقامت المدن على الطريق وانارة بالكهرباء مدن وقرى الولايةا لشمالية كما شيدت المدارس والمشروعات الزراعية وانشأت شركات عديدة.
ساهم في تأسيس الشركةكل من:
الامانة العامة لشريان الشمال 40%
ولايةا لخرطووم- وزارة المالية 30%
الولاية الشمالية 30%
دخلت المؤسسة العامة للطرق والكباري مساهم ليصبح حاملي الاسهم كالآتي:
الامانة العامة لشريان الشمال 100 سهم
الولاية الشمالية 300 سهم
ولاية الخرطوم – وزارة ا لمالية 400سهم
المؤسسة العامة للطرق والكباري 180 سهم
شركة شريان الشمال الوقفية 1020سهم (تؤول لابناء الشمالية كوقف)
جملة الاسهم 2000
بتاريخ 22/ ذو الحجة 1421هـ الموافق 17/ مارس/2001م
تم صدور القرار الجمهوري رقم 108 لسنة 2001م بحل مجلس ادارات الهيئات والمؤسسات والشركات العامة وبهذا تم حل الامانة العامة لشريان الشمال.
صدور قرار النائب الاول لرئيس الجمهورية بأيلولة اصول الامانة العامة لشريان الشمال الى شركة شريان الشمال الوقفية (كوقف يؤول لابناء الولاية الشمالية).
بتاريخ 11/ مارس 2004م تم تغيير اسم شركة شريان الشمال الوقفية الى شركة رداح للتجارة والاستثمار.
ليصبح حاملي الاسهم كالآتي:-
شركة رداح للتجارة والاستثمار 1.120 سهم( تؤول تبعيتها كوقف لابناء الشمال المؤسسين لهذه الشركة).
الولاية الشمالية 300.
ولاية الخرطوم- وزارة المالية 400.
المؤسسة العامة للطرق والكباري 180.
اسهم جديدة لم تخصص بعد (1000سهم).
الجملة 3.000
بتاريخ فبراير 2005م صادق مجلس الادارة على تنازل ولاية الخرطوم عن اسهمها والبالغ عدده (400 سهم) والمدفوعة القيمة الى جمعية الرضوان الخيرية وفق التنازل الصادر من ولاية الخرطوم بالرقم :- 19/2004م بتاريخ 27/9/2004م.
ايلولة الاسهم التي لم تدفع قيمتها الولاية الشمالية تخصص الى شركة رداح للتجارة و الاستثمار( الوقفية).
دخول الشركة الوطنية القابضة كمساهم ليصبح حاملي الاسهم كالآتي:-
شركة رداح للتجارة والاستثمار 1367 سهم
الولاية الشمالية 53
جمعية الرضوان الخيرية 400
المؤسسة العامة للطرق والكباري 180
الشركة الوطنية القابضة 1000
جملة الاسهم 3000
بتاريخ يونيو 2007م صادق مجلس الادارة بالقرار رقم :- 5/2007م على الآتي:
بيع عدد (100 سهم) من اسهم المساهم شركة ردا ح للتجارة والاستثمار المحدودة للسيد محمد احمد سليمان النعمان
بيع عدد (10 اسهم) من اسهم الشركة الوطنية القابضة المحدودة لسيد جعفر ابراهيم محمد رمرم
ليصبح حاملي الاسهم كالآتي:
شركة رداح للتجارة والاستثمار المحدودة الوقفية 1267 سهم
الشركة الوطنية القابضة 990
جمعية الرضوان الخيرية 400
الهيئة القومية للطرق والجسور 180
الولاية الشمالية 53
محمد احمد سليمان النعمان 100
جعفر ابراهيم محمد رمرم 10
جملة الاسهم 3.000
*في المقال القادم سنفصل بمشئة الله كيف دخل بعض المواطنين كمساهمين ودور الحاج عطا المنان في تطوير شركات شريان الشمال وعلاقته بها وان كان يملك فيها اسهم ولماذا تم تعيينه رئيس لمجلس ادارتها في الفترة من منتصف التسعينات الى 2009م ومن هم الذين اداروا مجموعات الشركات بعد ذلك.

] عضو المكتب التنفيذي للجنة الشعبية لشريان الشمال

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version