يبدو أن الموجة الثالثة من فيروس كورونا المستجد شرسة وفي غاية الخطورة، وقد أصابت العديد من معتقلي رموز النظام البائد بسجن كوبر الاتحادي، وتلقت المحاكم فى الشهر المنصرم عدة تقارير صادرة من إدارة سجن كوبر تفيد بإصابة جزء من المعتقلين بفيروس كورونا مما أدى لغيابهم من حضور جلسات محاكمتهم ما أدى لتأجيلها.
مخالطة مصابين
تلقى قاضي محكمة مخالفات الأراضي بالخرطوم عبدالمنعم عبداللطيف أمس إفادة شفاهية من إدارة سجن كوبر بأن المتهم الأول الزبير أحمد الحسن والثاني كمال عبد اللطيف قد خالطا بعض المصابين بفيروس كورونا ولم يتم احضارهما من السجن وذلك فى قضية محاكمة وزير المالية الأسبق الزبير أحمد الحسن، ووزير المعادن الاسبق كمال عبداللطيف، والقيادي الإسلامي البارز العبيد فضل المولى بالتصرف في خط هيثرو.
وطالبت هيئة الدفاع فى القضية جلسة بعد مرور (14) يوما، فيما أفادت هيئة الاتهام بأنه ليس لديها مانع بتأجيل الجلسة وحدد قاضي المحكمة جلسة فى الشهر القادم للسير في إجراءات القضية.
إدارة سجن كوبر
فى ذات السياق تلقت المحكمة التي تنظر قضية انقلاب 30 يونيو 1989م رداً رسمياً إيجابياً من إدارة سجن كوبر عن المتهمين المخالطين للمتهم إبراهيم غندور المصاب بفيروس “كورونا”، وقال أبو بكر عبد الرزاق ممثل الدفاع عن المتهم إبراهيم السنوسي إن إدارة سجن كوبر أخطرت المحكمة بإصابة “إثنين” من المتهمين وهما محمد عبد الله النو ، والطيب إبراهيم محمد خير، بـ(كوفيد 19)، وحجزهما بمستشفى علياء الطبي، بجانب حجز إبراهيم غندور بمستشفى الأمل .
أصابة نافع
كما أدت إصابة القيادي بالحزب المحلول والمتهم في قضية الانقلاب بفيروس كورونا إلى تأجيل الجلسات ، وكان قاضي المحكمة احمد علي أحمد التي تنظر في ملف محاكمة مدبري الانقلاب رفع الجلسة نسبة للاحترازات الصحيحة وذلك بعد إصابة المتهم نافع علي نافع بفيروس “كورونا”.
إصابات بالجملة
فيما حملت تقارير إعلامية قبل أشهر انباء مؤكدة عن إصابة احد متهمي انقلاب 30يونيو وهو المتهم هاشم عمر بالكورونا والذي مازال يستشفى من إصابته بالكورونا، وطالب ممثل الدفاع عنه من المحكمة السماح للمتهم بالغياب عن حضور الجلسات لحين شفائه من مرض كورونا .
وكانت النيابة العامة السودانية قد اعلنت سابقا إصابة ثلاثة من كبار مساعدي الرئيس السابق عمر البشير الموجودين في السجن بفيروس كورونا المستجد وهم علي عثمان محمد طه وأحمد محمد هارون وعبد الرحيم محمد حسين الذين تحتجزهم النيابة العامة في سجن كوبر في الخرطوم، مع عشرات من قيادات نظام الإنقاذ منذ الإطاحة به في أبريل 2019م .
والجدير بالذكر بان فيروس كورونا قد نال من شقيق المخلوع عبد الله البشير وكان سببا فى وفاته .
مسؤولية دولة
حول من يتحمل مسؤولية علاج المعتقلين من الأمراض من يتحمل المسؤولية الأخلاقية يقول بارود صندل المحامي لـ(السوداني) بأن اي متهم مقبوض عليه بالحراسة او قيد المحاكمة او محكوماً عليه فإن مسؤولية علاجه تقع على الدولة، وأشار صندل الى ان الاعتقال التحفظي مخالف للدستور لافتاَ إلى أن المتهم يكون مقبوضا عليه من النيابة العامة أو الشرطة لمدة (24) ساعة فقط.
رعاية خاصة
فيما قال المحامي محمد الحافظ بأن النائب العام تاج السر الحبر قدم احسن حالات الاهتمام بالمتهمين وتكفل بكافة احتياجاتهم من دواء وملابس بجانب النظافة ، لافتا في حديثه لـ(السوداني )إلى أن سيادة القانون موجودة ، وأشار الحافظ إلى أن جائحة كورونا لا تمنع الاعتقال طالما أن الإجراءات والاحترازات الصحية معمول بها، مضيفا إلى أن متهم أصيب بكورونا فإنه يخضع فورا إلى العلاج بالمستشفى تحت نفقة الدولة.
كورونا لا تعيق الجلسات
في سياق مغاير أفاد عضو هيئة الاتهام في بلاغ الانقلاب معز حضرة للسوداني بأنه إذ كان هنالك مصاب بفيروس كورونا أو مخالط يفترض ان تكون هناك جهة رسمية تأتي بالتقارير الرسمية من جهات حكومية ، مثلا معمل استاك الطبي بطريقة قانونية.
اضاف حضرة بأنه يجب على إدارة السجن ان تأتي بخطاب رسمي يؤكد اصابته أو من خالط ، وأشار حضرة في حديثة الى ان تقارير المعامل الخاصة يجب ان لا تعتمد.
وقال حضر بأنه وفقا للقانون يمكن أن تستمر المحاكمات والجلسات دون حضور المتهمين وبحضور محاميه فقط ، وأكد حضرة ان الموجة الثالثة لفيروس كورونا لا تعيق الجلسات ، وهنالك سابقة في بلاغ الانقلاب حيث اعفت المحكمة المتهم احمد عبد الرحمن من حضور الجلسات وحاليا الجلسات مستمرة بحضور محاميه فقط.
الخرطوم: آيات فضل
صحيفة السوداني