أكثر أشكال العبودية انتشاراً .. عمالة الأطفال .. جريمة متكملة الأركان !!

(1)
أطفال الشوارع يُعدّ هذا الشكل من أكثر أشكال عمالة الأطفال وضوحاً وانتشاراً، ويشتمل على العديد من الأعمال والأنشطة كتلميع الأحذية، وبيع المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية، وتنظيف زجاج السيارات، وإصلاح الإطارات، وجمع النفايات، والتسوّل، والعِتالة، وقد يتعرض الأطفال أثناء عملهم في الشوارع إلى العديد من الأخطار، كالخطر الناتج عن حركة المرور، أو استنشاق الأبخرة وعوادم السيارات، أو التعرّض للمواد الكيميائية، أو انعدام الأمن والتعرّض للعنف أو التحرُّش من قِبَل الآخرين.

(2)
الباحث الاجتماعي والمتخصص في مجال الطفولة طارق الطيب، قال لــ(الحوش الوسيع): (صنّفت منظمة اليونيسيف أطفال الشورع إلى 3 أصناف، هي: أطفال شوارع يعملون في الشوارع لساعات طويلة ثمّ يعودون إلى منازلهم، وأطفال شوارع يعملون ويعيشون في الشارع بعد هروبهم من عائلاتهم، وأطفال شوارع يعيشون مع عائلاتهم في الشارع. تشغيل الأطفال في الاقتصاد غير الرسمي يختلف هذا الشكل عن با قي الأشكال في أنّ الأطفال العاملين ضمن هذا المجال يكونون غير معترف بهم وغير محميّين من قِبَل القانون أو من قِبَل الأُطر التنفيذيّة.

(3)
هناك العديد من هؤلاء الأطفال في مِثل هذه المؤسسات، ويُعدّ هذا الشكل تحديّاً رئيسياً يعيق الحد والقضاء على ظاهرة تشغيل الأطفال؛ لأنّه يصعب الوصول إليها من قِبل المؤسسات الرسمية. عبودية الأطفال يختلف مفهوم العبودية عن مفهوم العمل، فيُمكن اعتبار العمل على أنّه أداء نشاط معيّن، أمّا العبودية فهي تخص بعض حالات العمل، ولها العديد من الأنواع، منها: العمل الاستعبادي للأطفال في العديد من المجالات، مثل: صناعة السجاد والمنسوجات، والزراعة، والمحاجر، وصناعة الطوب، والاستعباد الأُسري.

(4)
يُساعد الأطفال أُسرهم على سداد القروض أو الديون المتراكمة على آبائهم من خلال التوجّه للعمل، حيث تري الأستاذة فاطمة محمود النقر أن تلك الأعمال هي أكثر أشكال العبودية انتشاراً، وتُعدّ الاتفاقيّات المتعلّقة بالعبوديّة غير شرعية، حتى في البلدان التي تنتشر فيها عبوديّة الأطفال بشكل كبير. وتضيف فاطمة: (لا زالت ظاهرة الاتّجار بالأطفال عن طريق بيعهم وشرائهم سائدة إلى يومنا هذا، ويتمّ الاتجار بهم لعدّة أسباب منها: استغلالهم للعمل في المصانع، أو مواقع البناء، أو المتاجر الصغيرة، أو الخدمة المنزليّة، أو التسوّل، كما يتمّ استغلالهم للتجارة الجنسية، وهو ما يُعدّ أسوأ أشكال العمالة.

(5)
ويضيف الباحث طارق الطيب في ذات الموضوع: (في هذا الشكل يتعرّض الأطفال لقدر كبير من الإيذاء الجسمي والنفسي الذي تدوم آثاره مدى الحياة.. عمل الأطفال في الأنشطة غير المشروعة ويُقصد بها الجرائم المختلفة أو أيّ نشاط غير قانوني يتعلق بالأطفال، كإنتاج المخدرات والاتجار بها، ما يُعرِّضهم للعنف الذي يسبب لهم أذىً نفسيّاً وجسميّاً، وكنتيجة لممارسة تلك الأنشطة يصبح أولئك الأطفال أكثر عرضة للإدمان على الكحول والمخدرات، وبالتالي إصابتهم بالاكتئاب، والذي بدوره يؤثر على تطوير مهاراتهم الاجتماعيّة التي تُمكّنهم من العيش ضمن مجتمعاتهم بصورة صحيحة.

تحقيق: سراج الدين مصطفى
صحيفة الصيحة

Exit mobile version