هاجر سليمان تكتب : العدالة للمفصولين

اليوم وبينما أنا أقلب هاتفي فإذا برسالة مجهولة من رقم مجهول روى لي مأساة عجيبة كشف لي الشاكي أنه كان يعمل بإذاعة بلادي وأنه تم إنهاء تعاقداتهم وللأسف لم يتسلموا حقوقهم حتى الآن وقارب ذلك العام ونصف العام وضغوط الحياة تزداد عليهم يوماً بعد يوم وكذلك إحتياجاتهم المادية في تزايد ولديهم مسؤوليات كبيرة بمنازلهم .
قبلها بيومين أطلعت على خبر تناول قضية المفصولين بالإذاعة والتلفزيون وكيف أنهم يواجهون مصيراً مأسوياً ومماطلة من إدارة التلفزيون حتى أنهم أضطروا للجوء للقضاء ولكن أيضاً لم يجدوا من يقف معهم ويرد لهم حقوقهم، إن مسألة فصل أشخاص والإمتناع عن منحهم حقوقهم كاملة أمر مشين وسيئ للغاية ويؤثر سلباً على العدالة الإجتماعية إذ أنه ليس من العدالة أن يفصل أشخاص عن العمل ظلماً وأن تتكالب عليهم المظالم بهضمهم حقوقهم .
في كل يوم تطل علينا إحدى المؤسسات بكشوفات فصل عن العمل لأعداد كبيرة من الموظفين دون أي ذنب جنوه سوى إلحاق بعض التهم إليهم وإتهامهم بالكوزنة فحتى إن كانوا كيزان فذلك لايعطي مسؤولي المؤسسات الحق في فصلهم عن العمل جميعنا تابعنا فصل مهندسين إكفاء من قطاع الكهرباء وكانت المحصلة قطوعات دائمة وعجزاً في توفير الكهرباء وتابعنا أيضاً فصل أكفأ مهندسين بمصفاة الجيلي وكانت النتيجة أعطالاً متكررة حتى أضطروا لإستدعاء موظفين مفصولين لإصلاح تلك الأعطال .
من الغباء أن تضر المؤسسات نفسها بإحالة الاكفاء إلى الصالح العام فقط بحجة الكوزنة والأتيان بمن هم أقل خبرةً وأقل درايةً ولا يجيدون العمل أو حتى التفكير خارج الصندوق، من الطبيعي أن تستفيد الأنظمة الحديثة من خبراء الأنظمة القائمة لا أن تستبعدهم، الآن هنالك سوء في خدمات الكهرباء المقدمة بسبب إنعدام الكفاءات وما لاتعلمونه فأن السودان يفصل الخبراء ودول الخليج تقدم لهم عقودات بأثمان باهظة لأن دول الخليج تلك تحترم وتقدر الكفاءات وتوفر لهم المعينات وتبذل لهم الغالي والنفيس في سبيل رفعة بلادها أما في السودان فأن الحسد والحقد والجهل وضيق الأفق تسيطر جميعها على الموقف السائد وتجعل من أمر تطور البلاد حلماً يصعب تحقيقه .
هنالك أسئلة تطرح نفسها حول أسباب تردي الخدمات وأسباب الأعطال المتكررة ستجدها حتماً سببها (جهلول) لا يدري من أين يبدأ أو أين ينتهي ، ولعل أكبر دليل على جهل وفشل الموظفين الجدد هو إدخال المستشفيات في برمجة القطوعات، دون مراعاة لمرضى العناية المكثفة أو الأطفال بالحضانات أو حتى مراعاة للمرضى كبار السن، وذهب الأمر أكثر من ذلك حينما بات الأطباء يدفعون ثمن جهل بعض موظفي القطاع ورداءة خدمتهم حيث تابعنا إجراء عدد من العمليات تحت أضواء الهواتف النقالة والأطباء يتصببون عرقاً وفي حالة مزرية وكل ذلك في سبيل إنقاذ حياة مريضة لاتهتم شركة الكهرباء لأمره سواءً توفي أو بقي على قيد الحياة .

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version