موقف
في حي الطائف الجميل والمرصوفه ((شوارعه وطرقه الداخلية)) بالانترلوك يسأل الناس في هذا الحي عن ((حمارة)) كارو لبيع الماء هكذا قالوها حمارة( انثي) وهذا يدل علي انهم لم يعرفوا المعاناة في المياه من قبل فقدكانت الخرطوم في بحبوحة من امر المياه والكهرباء والطرق والجسور حتي جاء الناشط ايمن نمر ((الوالي الحالي)) فصارت مدينة ابو ودان وخورشيد باشا وغردون والتجاني يوسف بشير وجماع وسيد خليفة تبحث عن جرعة ماء لكي تبل بها حلقها الظامئ. ((الخرطوم يا العندي جمالك جنة رضوان وطول عمري ما شفت مثالك في اي مكان.. انا هنا تبيت زيك ما لقيتيا الخرطوم )).
الخرطوم علي يد التدميري البارع ايمن نمر صارت تتسقط اخبار حمير الكارو النادرة بدورها في مايو والازهري وام بده والحلفايا والكدرو والحاج يوسف وفي طريقها الي الرياض والعمارات واركويت والمنشية وامتداد ناصر بعد ان بلغت المعمورة والجريف. معظم احياء المدينة بلا ماء والعطش هو سيد الموقف وكما قال احدهم ما فائدة وقيمة ان تشيد عمارة من اربعة طوابق وهي خاوية علي عروشها من الماء والكهرباء؟ والغريب في الامر ان مصادر المياه من ابار ومحطات مياه موجودة ولكنها لا تعمل بسبب الطاقة الكهربائية والجازولين والتشغيل فاي فشل بعد هذا يا والي الخرطوم يامن تعمل ليل نهار علي فصل الكوادر الادارية والفنية من المحليات ورئاسة الولاية لانهم من عناصر النظام الساَبق او البائد كما تقول وانت ومن معك من النشطاء لا تتقدَمون باستقالاتكم بسبب الفشل في حفظ الامن ونظافة المدينة وتوفير الخبز وغاز الطبخ وصدق المثل الذي يقول : الجمل ما بشوف عوجة رقبته. والعنده القلم ما بكتب نفسه شقي. فالناس يضربون وتؤخذ ممتلكاتهم والكوش تملا الاحياء والشوارع والظلام يعم المكان وجيوش البعوض تهجم علي الناس ويتعالي صراخ الاطفال في البيوت ويرغمون امهاتهم علي جلب النور وتلطيف الجو دون جدوي فنسي الناس المسلسل والاخبار والسهرة والترفيه . اما الغاز فحدث ولا حرج فقد ياس المواطنون من هذه المادة(( الضرورية)) للحياة كما لم يياسوا من قبل.. فهل تكون الاستقالة ام الاقالة كافية علي والي الخرطوم الناشط ايمن نمر ام يقدم لمحاكمة عادلة نظير ما اوصل اليه الخرطوم من تردي كبير وفي كل المجالات بما في ذلك المقابر التي تتم سرقة سياجها الخارجي وشواهد الموتي. والمانهولات يتم اخذها من الطرق فتسبب الاذي لمستخدمي الطريق فيسقط فيها الناس ويتعرضون للكسور بالمئات ويسقط الاخوة ذوي الاحتياجات الخاصة وضعيفي النظر في المانهولات والحفر فتزداد معاناتهم الصحية والنفسية والمادية وتتسبب هذه المانهولات الفاتحة في حوادث السير للسيارات وهذا كله بسبب غياب القوانين الرادعة وغياب الضبط والربط وهيبة الدولة وصارت الخرطوم مرتعا للكلاب الضالة التي تجوب الحدائق بما فيها مدينة الطفل التي صارت مرتعا للكلاب والقطط بعد ان استولت عليها لجنة ازالة التمكين المزعوم.
والاطفال في سن الدراسة يجوبون الطرق لبيع مناديل الورق البائرة في ايديهم لان سعرها فوق الخيال كما بقية الأشياء .
ان مشكلة ايمن نمر وامثاله يعتقدون ان الحديث عن الثورة والثوار والنظام البائد يكفي لادارة دولة ومرفق وولاية بحجم الخرطوم ولا شان لهم بالمسائل الاخري وهذه لعمري متاجرة بالثورة لا تقل عن المتاجرة بالدين التي يعيبونها علي النظام السابق. نعم عزيزي القارئ فقد صارت الخرطوم مدينة الكارو التي تحمل المياه الملوثة للناس ان وجدت. ولا حول ولا قوة الا بالله.
صحيفة الانتباهة