في تصريح مفاجئ، قال مدير المكتب الإقليمي لأوروبا في منظمة الصحة العالمية هانز كلوج، إن أوروبا بحاجة إلى لقاح “سبوتنيكV ” الروسي بالفعل، معربا عن أمله في أن يتم استخدام اللقاح في المنطقة في المستقبل المنظور القريب جدا، ومؤكدا أن الاتحاد الأوروبي ودولا أخرى تعاني من نقص في اللقاحات
وأشار كلوج إلى أن منظمة الصحة العالمية تجري حاليا فحصا متسقا لنتائج التجارب السريرية والبيانات المتعلقة بإنتاج اللقاح الروسي.
كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد تحفظ على تعليقات أوروبية بشأن اللقاح الروسي، وشدد على أن هذه التصريحات تثير الاعتقاد بأن المسؤولين الأوروبيين يدافعون عن مصالح الشركات وليس الناس.
الإقرار العالمي بالحاجة إلى اللقاح الروسي يأتي بعد ساعات من خلاف أوروبي بريطاني بشأن إمدادات اللقاح، وتهديد التكتل الأوروبي بمنع ملايين الجرعات من اللقاح المضاد لكورونا من الوصول إلى البريطانيين، وذلك بعد خلاف مع شركة أسترازينيكا البريطانية-السويدية التي تقول إن مشكلات في الإنتاج في مصانعها في هولندا وبلجيكا، تسببت في خفض الجرعات المتفق عليها بنسبة 60 بالمئة، وترافق هذا الخلاف حملة تشكيك واسعة النطاق في فعالية اللقاح فضلا عن وقف عدد من الدول استخدامه.
وحول هذه التجاذبات السياسية في أروقة السياسية الأوروبية بشأن لقاحات فيروس كورونا، قال الكاتب والمحل السياسي إسماعيل خلف:
“أوروبا ذهبت منذ البداية إلى تسييس مسألة اللقاح بعيدا عن التقييم العلمي، وقد اثبت اللقاح الروسي فعالية رغم الهجمة الأوروبية على الشركات التي تستورد اللقاح الروسي، وهناك دول أوروبية تستخدم هذا اللقاح الآن عبر اتفاقيات ثنائية “، مشيرا إلى أن “قمة أوروبية ستفصل اليوم في استخدام اللقاح الروسي في أوروبا”.
وفي حديثه لـ”سبوتنيك” قال د. أحمد الخولي رئيس قسم اللقاحات في الحجر الصحي بمطار القاهرة:
“الوقت الذي استغرقه انتاج لقاحات كورونا قصير ولم تتم التجارب السريرية بالشكل الكافي، وهذا وقت غير كاف لاجراء تقييم علمي دقيق بشأن فعالية اللقاحات، وبالتالي فما يقال الآن غير دقيق خاصة أن الشركات التي عملت لانتاج اللقاحات شركات كبري وفعالية معظم اللقاحات الحالية تزيد عن 90 بالمئة، وقد تكاتفت كثير من الجهات داخل الدول لانتاج اللقاح والأمر أكبر من التجاذبات السياسية”.
وحول مستقبل الإنسان في ظل هذه الخلافات في خضم المعركة ضد الوباء، قال استاذ علم الاجتماع د.طلال عتريس إنه:
“من المستغرب أن يجتمع العالم لتنظيم التجارة الدولية لكنه يختلف ويتنافس في موضوع اللقاح والإسراع في تسويقه حتى قبل التأكد من نتائجه، وهذا الصراع المالي والسياسي والتسويقي للقاح يشير إلى أن الأولوية ليست لحماية الناس بل للتسويق”.
وأكد أن هذا الصراع ليس لمصلحة الإنسان، وهذه اللقاحات يتم توظيفها سياسيا من أجل تنظيم شؤون العالم وقد أصبحت الصحة جزء من هذا الصراع.
العربية نت