(1)
نسوا لصلاح قوش (قوله)، الذي لا يمكن أن تسمعه في مسرحية (العيال كبرت) أو المسرحية السودانية (الناس العملوا قروش)، حينما قال إن الشهيد الدكتور بابكر عبد الحميد قتل في موكب 17 يناير 2019، عندما أشار إلى أن هناك (بنتاً) حددها صلاح قوش وسط موكب (مليوني) بأنها (شيوعية)، أخرجت (بندقيتها) من (حقيبة) اليد في موكب مليوني، بعد أن أكد أن البندقية التي يبلغ طولها أكثر من متر من فصيل (الخرطوش)، أخرجت من (شنطة) عرضها سنتمترات!! كل ذلك تم إثباته عبر (الستلايت)!! لا ندري كيف يمكن للستلايت أن يحدد (الشيوعي) من (البعثي)، إلا إذا كانت للستلايت قدرة على (تحليل) الدم، ومعرفة (النوايا)؟!
جهاز أمن البشير كان يفرق بين ذكور (النمل) وإناثه!! ويعرف أين يضع (البعوض) بيضه في المياه الآسنة؟!
ولا يعرف كيف التهم النمل، (450) جوال سكر؟ ، وكيف دخلت قوات خليل إبراهيم للخرطوم نهاراً جهاراً، حينما كان يحدثنا إسحاق فضل الله عن (قبر) خليل إبراهيم في واو.
تركوا لصلاح قوش تصريحه هذا، وفساد وقمع (30) عاماً، كان فيها صلاح قوش أشهر ضباط مخابرات الإنقاذ بنظارته السوداء وجبروت رجال الأمن الذين يوقدون (سجائرهم) من حريق الجثث، وقالوا إن صلاح قوش هو الذي فتح (المسارات) لمواكب 6 أبريل من أجل الدخول لمحيط القيادة، كأنه فتحها لهم للجنة.. أرادوا أن يجعلوه في منزلة واحدة مع علي عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ!!
صلاح قوش يمارس الآن مهنته تلك من خارج السودان، وينعم الكثير من الكيزان في نعيم الدوحة وإسطنبول والقاهرة والرياض!!
بل يمارسون (نعيمهم) هذا في الخرطوم – في الوقت الذي تم فيه إيقاف (12) وكيل نيابة عن عملهم، مع وقف رواتبهم ومخصصاتهم وهم حراس للقانون والثورة، بعد أن كانت لهم مواقف قوية في الحراك الثوري حتى قبل سقوط نظام البشير، ليتم إيقاف رواتبهم بعد سقوط نظام البشير!!
(2)
تحدثت أمس في هذه المساحة، عن إيقاف (12) وكيل نيابة من أعضاء وقيادات نادي وكلاء النيابة، والذي كان أول الأجسام الرسمية التي أصدرت بياناً، دعماً للثورة، وأعلنت فيه رفضها للانتهاكات والاعتقالات التي تحدث في مواكب ثورة ديسمبر المجيدة.
كان ذلك في شهر يناير 2019، عندما كان يسخر (الكيزان) من المواكب والاحتجاجات ويصفونها بأنها محدودة وغير مؤثرة ومنحسرة!!
هؤلاء الوكلاء في بدايات الثورة تم تعيينهم في لجان تحقيق كبرى، من بينها كما أشرت لجنة فض الاعتصام، ولجنة التحقيق في انقلاب 30 يونيو، ولجان أخرى للتحقيق في الأراضي وسودانير ومشروع الجزيرة، وكانت كل جريرتهم التي تم إيقافهم بها، أنهم رفضوا أن يمتثلوا لتوجيهات (سياسية) عليا جاءت بعيدة عن القانون من أجل حماية بعض النافذين في النظامين «البائد والحالي»!!
النائب العام تاج السر الحبر، استعمل (الرفق) مع مجرمين ومتهمين في قضايا تمس البلاد وأمنها واستقرارها واقتصادها، وقد خرج بعضهم (هارباً) عبر مطار الخرطوم أو معابر أخرى، أمثال طارق سر الختم وصلاح قوش ويسري الفضل والعباس، في الوقت الذي (أوقف) فيه النائب العام بمادة لم تضع في الجريدة العامة لتصبح مجازة، (12) وكيل نيابة، كانت لهم مواقف مشرفة وقوية في تلك اللجان التي شكلت من أجل تحقيق العدالة!!
فاقد الشيء لا يعطيه – ماذا تنتظرون من تلك (اللجان)، بعد أن تجاوزت هي نفسها القانون، لتمارس تلك (المماطلة)، ولندخل معها في مسلسلات للتحقيق يمكن أن تكون أطول من المسلسلات التركية التي يكون الجزء الواحد فيها أكثر من (150) حلقة؟!
(3)
ندرك أن (المواقف) التي لا يكون مقابلها ثمنٌ ومتاعب وجراح، تبقى بلا قيمة – يمكن أن تكون مجرد (دعاية) أو مقدمة للتنصيب والتنجيم.
هناك من دفعوا الثمن غالياً، وقدموا مواقف تضرروا منها كثيراً، بعد ذلك – على الشعب السوداني أن يكون وفياً مع الذين قدموا هذه المواقف – يجب أن يكون الشعب السوداني حصيفاً ليعطي كل ذي حق حقه، في هذه السوق التي يتم فيها تدوير الأشياء وتسويفها!!
مثل أولئك الوكلاء – يجب أن تترس من أجلهم الشوارع، وتغلق الطرق والجسور.
لا سبيل لنا من الخلاص، إلا عن طريق العدالة. من المؤسف أن تدخل قوات الحركات المسلحة بكامل أسلحتها وفوضوياتها للخرطوم، في الوقت الذي تتلكأ فيه الحكومة في تكوين (المجلس الانتقالي التشريعي) للحكومة!!
لو كان أعضاء المجلس الانتقالي التشريعي للحكومة يمتلكون (أسلحة) لتم تسكينهم في البرلمان السوداني!! هذه الحكومة ما زالت تدار بالأسلحة، فهي (عسكرية) حتى النخاع – لهذا يتحكم في المحاكم والقوانين، (العسكر) بمسميات قواتهم المختلفة!! نظام الإنقاذ لم يسقط بالعسكر ولا بالحركات المسلحة – نظام الإنقاذ أسقطته (المدنية) و(السلمية)، فما حاجتنا لكل هذا (العسكر) في حكومة (مدنية)؟!
(4)
بغم/
السيد النائب العام تاج السر الحبر…
بعد كل هذا التخبط الذي يحدث في تلك القضايا – هل ما زلت تشرب (قهوتك) مظبوطة – أم أنك تشربها (سادة)، توافقاً مع المرحلة التي تمر بها البلاد..؟! غريب ان تحدث كل هذه الجرائم والتفلتات في الخرطوم في وجود هذا الكم الهائل من القوات النظامية المسلحة.
القوات المسلحة والشرطة والدعم السريع وقوات الحركات المسلحة وما خفي أعظم!
صحيفة الانتباهة